كتاب الرأي

تمكين المرأة صناعياً

العمل أمل مستقبل و حق مشروع  للقادرين عليه به تكتمل الحياة وتزهو وبقدر ما يكون الانسان منتج في مجتمعه  يشعر بالسعادة والرضا وتكتنفه الطمأنينة والراحة و تسمو روحه وترتفع معنوياته مع توالي إنجازاته و المرأة نصف المجتمع ومربية النشء الأولى  والعمل يضمن الحياة الكريمة لها ولأسرتها ولقد نزلت المرأة بقوة إلى سوق العمل وهذا خيارها ولكن هل هذا ما نتمنى؟ المرأة  السعودية تستحق أكثر من ذلك المرأة التي نزلت للعمل بسبب الحاجة وتقبل العمل رغم تدني الأجر وتغيب ساعات طويلة عن بيتها و أبناؤها وتعمل أحياناً في بيئة لا تناسب تكوين المرأة  فهي تستحق اِحتواء واهتمام وعلى الجهات المسؤولة أن تعي أن  إشراك المرأة في التنمية الاِقتصادية المستدامة  مسألة مصيرية وعليها أن تمد العون لتحتضن  تلك الطاقات  الشابة  المنتجة وتعطي تلك الفئة المكافحة مزيداً من التنوع في فرص العمل وأن تتساءل ماهي الخيارات المتاحة في سوق العمل للمرأة التي لا تملك  مهارة ولا خبرة حرفية ولاصناعية ؟ ومع تزايد معدلات البطالة و الفقر ومحدودية الوظائف لا سبيل سوى الصناعة  نعم الصناعة فقط توفر فرص عمل جديدة غير محدودة وبلادنا ولله الحمد والمنة من الدول المنتجة للبترول ولها باع طويل في الصناعات البترو كيميائية  ولقد أهتم ولاة الأمر حفظهم الله بتوطين الصناعة و التحول من دولة نفطية إلى دولة صناعية ذات اقتصاد واعد مزدهر كان  أبرز محاور رُؤية  ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله  رؤية المستقبل 30 20  وكل   المقومات الأساسية للولوج في مجال التنوع الصناعي  ولله الحمد متوفرة في المملكة العربية السعودية  من موقع جغرافي  متميز ورؤى  محفزة طموحة و رؤوس أموال  وطاقة و أسواق وقوى بشرية  كل مانحتاجه  هو التوسع  والتنوع  في الصناعة ولا ينقصنا سوى التخطيط  ووضع البرامج التي تسهم في تحول صناعي يولي أهمية وجدية لتمكين المرأة والاِرتقاء بقدرتها حتى تشارك  في بناء مجتمعها وأن نؤسس  لتمكين صناعة تناسب  تكوين المرأة الرباني و يسهم في ولادة ثورة صناعية مبدعة مؤثرة في التحول الاِقتصادي للبلاد ولن يتحقق ذلك إلا بتدريب مهني تقني ذو كفاءة عالية يؤهل لتلبية متطلبات سوق العمل  ويقع على عاتق الوزارات والجهات المعنية تبني ودعم مشروع  المستقبل   كوزارة الاِقتصاد والتخطيط و وزارة التعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني  ووزارة التجارة والاِستثمار والصناعة  ووزارة العمل والتنمية الاِجتماعية وصندوق تنمية الموارد البشرية و صندوق التنمية الصناعية وبنك التنمية الاِجتماعية  والجهات الوقفية  على تلك الجهات التكامل لتكوين شراكات لوضع أسس وقواعد  نجاح المشروع  وسد الفجوة بين مخرجات  التعليم ومتطلبات سوق العمل  والمرحلة الأولى  وهي أهم  مرحلة هي توفير تدريب  مهني فني عالي الجودة وعلى أيدي  ذوي اِختصاص ذو كفاءة عالية في المجالات الصناعية  وهذا لب نجاح المشروع التدريب العملي  في الورش والمعاهد المهنية الصناعية واستحضار التجارب العالمية  الناجحة كتجربة الصين  والاستفادة منها بما يتلاءم مع ظروفنا  ومع هويتنا  الإسلامية  أما المرحلة الثانية تقديم الدعم المادي  والإرشادي من خلال منح القروض الميسرة  وتقديم الاِستشارات والمرحلة الثالثة إنشاء شركة وطنية للتسويق والتوزيع للمنتج الوطني في الداخل والخارج  وبذلك إن شاء الله سوف نضمن أن تكون المرأة شريك فاعل في التنمية الاِقتصادية وتحقق الاِكتفاء والرفاهية لها ولأسرتها فإن أتقنت  المرأة مهارات  الصنعة أسست عملها منفردة من بيتها مع أفراد عائلتها أو بالشراكة مع مؤسسات صناعية  أخرى وبذلك نكون قد أسسنا لتمكين صناعي مستديم و مؤثرة في نمو  اقتصاد البلاد ومعول  بناء في نهضتها وازدهارها وأن نصنع  ما نحتاج ونلبس و نأكل ما نصنع بأيدينا هذا فخر لنا وبه تتحقق أسمى أهداف رؤية  التجديد 2030.

 

بقلم الكاتبة الأستاذة

فاطمة بنت عبيد العديساني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى