روحانيات رمضانية

بقلم/ شادية الغامدي

حينما تتجلى على النفس إشراقات إيمانية، تتجلى حقائق الأيام والأحوال.

فتصبح الحياة عطاء؛ ويحيا القلب في فيض رباني.

يهل علينا شهر الصوم بنفحاته وأنواره؛ وبعاداته وسلوكياته. نستقبله بتحضيرات رمضانيه وموائد متنوعة وروحانية إيمانية عالية؛ واستعدادات عائلية متوارثة.

في شهر الخير يٌكسر الروتين ويتغير نظام اليوم وساعات العمل، ونظام النوم والطعام، وجدول اليوميات ،وحتى في استقبال المساجد للعدد الأكبر من المصلين والمصليات وتتضاعف أعمال الخير.

في رمضان تلتقي العائلات على سفرة إفطار رمضانية تشترك بها العائلات والجيران .

في شهر الطاعات تغلق أبواب المعاصي وتفتح المصاحف أضعافاً مضاعفة ، فهو أعظم الشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة>>.

وفي هذا الشهر الفضيل تبذل النفس البشرية الجهد للوصول إلى السمو الأخلاقي؛ وفيه التحدي الأكبر لإمتحان الإرادة البشرية، في الصيام والقيام وتنقية النفس ، ونغلق مدن الأحقاد نطرق أبواب الرحمة والمودة، ونستقبل رمضان بقلب يرف لنسائمه وبركاته.

ونعقد هدنه مع المناقشات والجدال، ونتصالح مع الذات ونقف وقفة تأمل وصفاء.

وهكذا تفتح الأبواب لاستقبال السعادة الروحانية والصفاء النفسي واستشعار نعم الله وفضله…. وحينئذ يكون رمضان دائماً شهراً مختلفاً بكل لحظاته وسلوكياته عن بقية شهور السنة.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عتقائه من النار إنه سميع مجيب.

زر الذهاب إلى الأعلى