أصالة تتجدد : ملامح التراث السعودي في يومه العالمي

سحر المالكي –  مكة المكرمة
في كل زاوية من أرض المملكة العربية السعودية، ينبض التراث بحياة نابضة بين الماضي والحاضر، بين الجذور والآفاق. وفي يوم التراث العالمي، الذي يوافق 18 أبريل من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى كنوز الشعوب الحضارية، لتحتفي المملكة هذا العام تحت شعار خاص بها، مستلهم من إعلان 2025 عام الحرف اليدوية السعودية، لتكون المناسبة منصةً للتأمل في “أصالة تتجدد”.

لقد عُرفت السعودية بثرائها الثقافي وتنوعها التراثي، حيث تتجلى ملامح هذا التراث في العمارة الطينية، الأسواق التاريخية، الأزياء التقليدية، الفنون الشفهية، والمأكولات الشعبية، إلا أن الحرف اليدوية تبقى أبرز تجلٍ لهذا الإرث الحي، لأنها ليست مجرد أدوات أو منتجات، بل هي انعكاس للهوية، ومصدر فخر وارتباط بين الأجيال.

يأتي عام الحرف اليدوية 2025 ليؤكد التزام المملكة بحفظ هذا التراث الحي، ودمجه في الاقتصاد الإبداعي، من خلال دعم الحرفيين، وتأهيل الجيل الجديد لحمل هذه الرسالة بطابع معاصر. فقد باتت المنتجات الحرفية اليوم تتجاوز إطارها التقليدي لتغزو مجالات التصميم والديكور والأزياء والفن، في تجسيد حي لمفهوم “أصالة تتجدد”.

وفي هذا السياق، تسهم الهيئة السعودية للتراث، بالتعاون مع هيئة التراث والحرف اليدوية، في إبراز هذه الجهود من خلال برامج تعليمية، معارض، مهرجانات، وأسواق حرفية، تعكس العمق الثقافي والحضاري للمملكة. كما تُسهم هذه الفعاليات في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية صون التراث، ونقله من جدران المتاحف إلى نبض الحياة اليومية.

الاحتفال بيوم التراث العالمي هذا العام لا يقتصر على استعراض الماضي، بل هو دعوة لإعادة اكتشافه برؤية مستقبلية، ولتأكيد أن التراث ليس فقط ما نرثه، بل ما نصنعه ونحافظ عليه ونطوره. فكل خيوط السدو، وكل قطعة فخارية، وكل زخرفة خشبية تحمل قصة، وتُحكى بلغة إبداعية تتحدث إلى العالم أجمع

 

زر الذهاب إلى الأعلى