حلّق المتحدثان في ندوة “ميناء العقير.. نافذة على العالم”، على خشبة مسرح “الخيّالة”، ضمن فعاليات مهرجان: “واحة الأحساء”، بتنظيم من هيئة التراث ومحافظة الأحساء، ونادي الأحساء الأدبي، في متنزه عين نجم بمدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء ، إلى آفاق مضيئة من تاريخ ميناء العقير، وكيف كان هذا الميناء النافذة التجارية للأحساء على العالم، وقد أثارا المتحدثان دهشة الحضور عندما أشارا في حديثهما إلى أنه كانت تخرج من ميناء العقير، قوافل “طويلة” محملة بالبضائع تصل إلى 1000 بعير لتتجه إلى أماكن متفرقة داخل الأحساء وخارجها.
أشار عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء سابقاً، نائب رئيس جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية الدكتور سعد الناجم، خلال كلمته في الندوة التي أدارها الإعلامي محمد العباد، وحضرها رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، إلى قيمة وأهمية ميناء العقير التاريخية، وهو مركز حضاري على مر التاريخ، وامتد شهرته كميناء من المنطقة التي يخدمها، وهي السمة الكبيرة والواسعة التي اتسمت فيها تاريخ الأحساء، وهي أرض الحضارات على مر التاريخ، ,وأشاروا إلى أن الميناء هو وسيلة الاتصال الخارجي للأحساء بالحضارات الأخرى، وهو “دهليز” الأحساء، الذي تمر من خلاله البضائع منه وله إلى الخارج، مع الهند وسيلان وباكستان في تلك الحقبة الزمنية وبلاد السند والصين، وهو ممر التجارة القديمة، مضيفًا أن أول ميناء دخل في التخصيص لتشغيله هو ميناء العقير، وذلك بعد إخراج تشغيله على بعض التجار مقابل مبلغ مالي، لافتًا إلى أن الميناء ماضيه خير، وتاريخه خير، وحاضره خير، ومستقبله خير.
بدوره، أكد مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء سابقًا، مستشار هيئة تطوير المنطقة الشرقية، عضو جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية خالد الفريدة، خلال الندوة، إلى أن العقير، كانت تضج بعد كبير من البضائع، والجميع مشغول بتحميل البضائع من وإلى الميناء، وإبرام الصفقات، وأن النشاط التجاري في الميناء يمثل 50% من الاقتصاد المحلي، وأن سوق القيصرية التاريخي تعاصر مع ميناء العقير في زيادة الحركة التجارية في الأحساء، وهو ميناء فريد من نوعه، فيه مباني تاريخية للجمارك والجوازات ومواقع أثرية كثيرة، وهو ممول للاقتصاد المحلي في تلك الفترة الزمنية، وعدد كبير من النسوة يقومن بتحميل البضائع على الإبل، ومرافقة القوافل في السير إلى داخل الأحساء، والافتراق في الطرق إلى خارج الأحساء.
بدوره، عبر رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، عن سعادته بالندوة، التي شهدت طرح معلومات ثرية عن ميناء العقير في حقب تاريخية مختلفة، وقد حضرها جمع كبير من المثقفين والمثقفات والإعلاميين والمهتمين بهذا الجانب، وبهذه المناسبة ونحن نختتم الفعاليات الثقافية، التي أقيمت على مسرح “الخيّالة”، يتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء راعي هذا المهرجان فبدعمه وتشجيعه ومتابعته نجحت الفكرة وحققت أهدافها، كما توجه بالشكر للزملاء في هيئة التراث بالأحساء وعلى رأسهم الزميل محمد المطرودي رئيس الهيئة على هذا التعاون البناء بين الهيئة والنادي، وأشكر كافة الإعلاميين والإعلاميات الذين شاركونا هذه الفعاليات وكانوا من عوامل نجاحها.