حديقتك.. بيتك

يقال أن تعامل الإنسان مع محيطه يعكس تربيته المنزلية، ويقال أن نظافة الشخص خارج منزله ورتابته تعكس نظافته المنزلية، فما الصورة التي يتركها من يرمي النفايات في الحدائق والمرافق العامة وفي الشوارع والأرصفة؟

حقيقة أن هذه الظاهرة باتت تهدد وبشكل حقيقي كل ما من شأنه أن يكون مكاناً ترفيهياً لنا ولعوائلنا بل باتت خطراً شائعاً يمكن أن نشهده في جميع المناطق الحضرية، حيث أغلب المرافق العامة مغطاة بأغلفة المواد الغذائية وزجاجات المياه والمشروبات الغازية والأكياس البلاستيكية والنشرات الدعائية وأعقاب السجائر ناهيك عن المناديل والأوراق وغيرها.

وهنا لا بد لي من أدرج المقولة السائدة: “من أمن العقوبة أساء التصرف” وعلى الرغم من تحمل المجتمع المسؤولية الأكبر إلا أن الجهات الرقابية والتهاون في تطبيق العقوبات، أوصل العديد ممن تبرؤا من أنفسهم وجعلوا من هذه المرافق مرتعاً لهم ولمخلفاتهم يتمادون في اللامبالاة دون أدنى خوف من أي عقوبة أو غرامة رادعة وما يتبع هذا الإهمال من تكاليف تقدر بالملايين لجمع هذه الأوساخ، في الوقت الذي نأمل فيه من الجهات المختصة والبلديات وأمانات المناطق تركيب كاميرات مراقبة الأماكن العامة كما تم ضبط مخالفة استخدام الحزام واستخدام الجوال أثناء القيادة، لإلزام كل من تسول له نفسه بالعبث بنظافة مرافقنا وأحيائنا من مواطنين ومقيمين ممن يقوموا بتشويه المنظر العام بدفع ثمن أعمالهم وجعلهم عبرة لغيرهم لكي لا يكرروا أفعالهم ويتركوا نفاياتهم حين مغادرتهم المكان، وجعلهم يهتمون بجمعها ومن ثم وضعها في الحاويات المخصصة لها.

إن هذه الممارسات السلبية أصبحت ظاهرة وتخلف منظراً قبيحاً ومظهراً غير حضاري، وعطفًا على هذا السلوك المشين، والعمل الرديء، الذي يقوم به هؤلاء المستهترون. فلابد للتصدي لهم من خلال تطبيق لائحة الغرامات بشكل فوري لمواجهة العبث المستمر من قبل فئة لا مبالية تهدف إلى تشويه المرافق العامة سواء بعمد أو دون قصد، فالنظافة سلوك حضاري تهدف إليه المجتمعات الراقية، كونه يعطي الصورة المشرقة والجميلة عن المجتمع، إضافة إلى الأبعاد الصحية والبيئية والنفسية المترتبة عليه، كما أن النظافة سلوك إنساني وحضاري، وهي أولى الانطباعات التي تتشكل عن الفرد وشخصيته، ناهيك عن دعوة الإسلام إلى نظافة البيئة لحماية المجتمع من الأمراض، كما أنها مظهر من مظاهر  وسلوك إنساني وحضاري، وفيها إرضاء للرحمن، وعافية للأبدان.

ومن هذا المنبر الإعلامي أتمنى من الجهات المختصة إطلاق حملات توعوية للحد من هذه الظاهرة تحمل عنوان (حديقتك.. بيتك) والاستعانة بالعمل التطوعي كل في مدينته وتوزيع نشرات توعوية على الزوار أثناء عطل نهايات الأسبوع على الحدائق العامة والمرافق والشوارع التي يكون فيها كثافة للزوار، وتثقيفهم بمخاطر هذه الظاهرة وما يترتب عليها من عقوبات وغرامات على أمل أن نرى حدائقنا وشوارعنا ومرافقنا نظيفة كما نحب أن تكون منازلنا.

والله ولي التوفيق،،،

زر الذهاب إلى الأعلى