تسعى المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله– على تأهيل الكوادر الوطنية الشابة في مجال الطاقة النووية السلمية لتكون قادرة على التعامل مع هذه التقنيات المتقدمة والحديثة، ودعم التّنمية الاقتصادية المستدامة، وتحقيق مستهدفات الرؤية السعودية 2030م.
وتم تأسيس (هيئة الرقابة النووية والإشعاعية) في 13 مارس 2018م في العاصمة الرياض كهيئة حكومية تهدف الى تنظيم الأنشطة، والإستخدامات السلمية للطاقة النووية والإشعاعات، وحماية الإنسان، والبيئة من أي تعرض إشعاعي، والتعاون مع الهيئات، والمنظمات الدولية، وتمثيل المملكة بموجب المعاهدات، والإتفاقيات الدولية.
في الإسبوع الماضي سعدنا بلقاء معالي الدكتور خالد العيسى رئيس (هيئة الرقابة النووية والإشعاعية) في ديوانية الأستاذ عبدالوهاب الفايز، بحضور عدد من الإعلاميين، وأعضاء جمعية كتاب الراي، والصحافة السعودية، حيث جرت حوارات، ومناقشات هامة، وبناءة حول عمل، وأنظمة (هيئة الرقابة النووية، والإشعاعية السعودية).
ومعالي الدكتور خالد العيسى هو أحد السعوديين المتخصصين في الطاقة النووية، ولديه العديد من الدراسات، والبحوث العلمية، وهو أيضا أخصائي في مجال الهندسة النووية، والفيزياء الإشعاعية الصحية، وشغل منصب مستشار لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمشرف على معهد بحوث الطاقة في السابق.
كما تحدث معاليه في اللقاء عن قطاع الطاقة النووية في المملكة، والذي يعتبر سوقاً جيدا للإستثمار وسوف يدعم نمو، ودخل الإقتصاد الوطني، وسيوفر الكثير من الوظائف للمواطنين خلال السنوات القادمة، مع الأخذ بمبدأ الوقاية من الإشعاعات، وأتخاذ كافة الإجراءات للتصدي لمصادرها، وإيجاد بيئة تنظيمية تعزز الامن والسلامة، والوقاية منها.
وشرح معاليه عن أهمية دور الهيئة الرقابي، والتنظيمي من خلال المراجعة، والتقويم والمتابعة والتفتيش طبقا للوائح، والقواعد والمعايير المطبقة، لضمان أمن، وسلامة الإنسان، والممتلكات والبيئة من أخطار التعرض للإشعاعات، وهناك تنسيق تام، ومستمر مع جميع القطاعات المحلية ووكالة الطاقة الذرية، والمنظمات الدولية.
كما تهدف الهيئة الى وضع السياسات، واللوائح التي تكفل الرقابة، والتفتيش على ممارسات الطاقة النووية والإشعاعات، ووضع اللوائح الأمنية، والضمانات النووية، والتحقق من تطبيقها، ومراقبة تداول المواد النووية، والمواد المشعة، وتوعية افراد المجتمع من مخاطر الإشعاعات النووية عبر قطاعات الطاقة، والطب والصناعة، والقطاعات الأخرى.
والهيئة تعمل على مراقبة اللوائح الفنية الخاصة بتبني المعايير الدولية المعتمدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية الأرواح والممتلكات، والتبليغ المبكر عن الحوادث النووية، وتطوير مستوى الإستعداد، والمواجهة للتعامل مع الحوادث الإشعاعية، والنووية سواء الوطنية منها، أو ما يصل للمملكة من حوادث نووية دولية.
لذا نتمنى دعم شباب، وشابات الوطن بإنشاء اكاديمية للطاقة النووية السلمية، ومتخصصة في المفاعلات النووية للإنخراط فيها، وعلى جميع الجهات المعنية بالطاقة، والقطاع الخاص تفعيل دورهم لدعم أبناء وبنات الوطن، وإزالة جميع العقبات أمامهم، وفتح آفاقًا، وفرصًا استثمارية واعدة تسهم في نمو الطاقة النووية السلمية في السعودية.
كما سرنا اللقاء، وهو بلا شك جهد جيد يستحق عليه معالي الدكتور خالد العيسى الشكر، والثناء والشكر موصول للأستاذ عبدالوهاب الفايز على الدعوة الكريمة، وكرم الضيافة، وطرح مثل هذه الموضوعات المهمة، والشكر موصول لجميع من شارك في اللقاء بالأسئلة المحورية الهامة، ونتمنى أن تتواصل هذه اللقاءات لخدمة المواطن، وتقدم الوطن.
احمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد السعودية
Ahmed9674@hotmail.com