بعد قيام جماعة الحوثيون بالتمرد والانقلاب في اليمن مستغلين ضعف الدولة وتواطؤ بعض القيادات معها بدأنا نشاهد عودت مشروع الإمامة البائدة مجددا في اليمن السعيد
هذا المشروع الإمامي الخطير على وحدة واستقرار وأمن اليمن فمنذ دخول مشروع الإمامة لليمن السعيد واليمن يعيش وسط دوامة صراعات لا تنتهي ويكشف مدى الشرخ العميق الذي تسبب به مشروع الإمامة في وحدة المجتمع اليمني ويكمن خطر هذا المشروع الإمامي في سياسة ضرب المكونات القبلية بعضها ببعض وتقسيم المجتمع اليمني مذهبياً وفكرياً وتقسيمه عرقياً إلى هواشم وقحطان ودور هذا المشروع الإمامي في تشطير اليمن وتمزيق نسيجه الإجتماعي.
وما يعيشه اليمن السعيد اليوم من بؤس وتفرق وضياع وتمزيق ماهو إلا نتاج سير جماعة الحوثيون في اليمن على الخطى الإمامي بمساعدة حليفها الإيراني.
هذا المشروع الإمامي الذي أجهضته ثورة الـ26 من سبتمبر وعلى الشعب اليمني الوقوف صفا واحدا لمحاربة هذا الفكر الأمامي المتمثل في جماعة الحوثيون اليوم ومكافحة أذيالهم في اليمن واذا أراد الشعب اليمني معرفة خطر مشروع الإمامة على اليمن ادعوا الشعب اليمني بقراءة كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ” للكتاب الكبير محمد محمود الزبيري رحمه الله
هذا الكتاب يعد من أثمن الكتب التي تناولت قضايا اليمن في ظل الحكم الإمامي وهو جدير بأن يدخل هذا الكتاب بيوت كل اليمنين وأن يدرس في جميع المدارس والجامعات اليمنية وأن تقرأه الأجيال تلو الأجيال لكي تعرف خطورة هذا الفكر الأمامي الظلامي على وحدة اليمن وتقدمه وسلامة أمنة الاجتماعي.
ومن المهم ان نعرف ان ثورة 26سبتمبر التي قامت ضد الحكم الإمامي في العام 1962 نجحت في القضاء على مشروع الإمامة عسكريا ولكنها للأسف لم تنجح في القضاء على موروثهم الفكري والعقائدي بل ظل الإماميين يرتبون صفوفهم سريا ويعملون على التغلغل في السيطرة والوجود في أهم المناصب القيادية داخل الدولة فظلت مخلفات الإمامة تنحت داخل الدولة وتبني نفسها إلى أن تغلغلت في كل مرافق الدولة والحكومة المهمة وداخل أجهزة الجيش والأمن مما مهد لها التهيئة لقيادة انقلاب ضد الجمهورية اليمنية وهو ماجعل الطريق مفتوحا أمام حسين الحوثي لبناء وتأسيس ما يسمى «الشباب المؤمن»، ومن ثم القيام بالتمرد ضد الدولة بحرب ضدها وكان يرى هو ومن معه أنهم هم أصحاب الحق الإلهي في الحكم فلو نجحت ثورة سبتمبر المجيدة بالقضاء على الإماميين عسكريا وفكريا وقضت على مخلفاتهم لما وصل اليمن الي ما وصل إليه اليوم لذلك على شعب اليمن السعيد الوقوف لمحاربة جماعة الحوثيين في اليمن واجتثاث مخلفاتهم الفكرية والعقائدية الخبيثة وقطعها وبترها من عروقها وجذورها، وتخليص الأمة من خطرها ومكرها وإجرامها وإرهابها.