النكبة الحديثة

استمع الى هذا الخبر

 لمن لم يفهم طبيعة ما يجري الأن في فلسطين يكفيه أن يقرأ عن تاريخها العصيب سنة ١٩٤٨ في حرب النكبة ليفهم  تلك المشاهد الدامية والمرعبة ، وليدرك أهمية الضجة القائمة في منصات التواصل .
الأقصى منذ أكثر من ٦٠ سنة وهو يذرف الدموع رغم مظهره الشامخ ، فحين أنظر لصورته والصهاينة من حوله ، أستطيع سماع صوته وهو يصرخ فيهم : اخرجوا ، فما عدت أطيق وطأة أقدامكم المتسخة  .
إسرائيل لم تنتهك حقوق الفلسطينيين فحسب بل انتهكت حقوق الإنسانية التي تَدعِيها وتحاول استمالة المغفلين بها .
الفرد الفلسطيني مسلوب الحق ، مسلوب الحياة ، مسلوب الأرض منذُ قذَفَه أباه  لِتَحْمِله أمه ، فدمائهم تريق لِتَسيل وتَجْمد لِتجِف ثم تُرمى لحومهم وعِظامهُم  في طياتِ النسيان ليأتي أخرون يقيسون المراحل ذاتها ، وهذا ما يخوضه الجيل الحالي في حي الشيخ جراح مُوثَقًا لنا أولًا بأول عبر مواقع التواصل ،  فسيناريو الماضي يُكرر نفسه حاضرًا  في الحي الذي يحاول أبناءهُ التصدي لتهويد الحارات من خلال عمليات تدريجية مابين تضجيرهم أو طردهم بالقوة لدفعهم للهجرة ، فإما أن تسقط أسقفتهم فوق رؤوسهم ، أو أنهم سيلقون خارجها بالعنيةِ و الإكراه .
فلسطين ما عادت تنتفض ، فلسطين تنزفُ دمًا لن يتوقف ، طالما للصهاينةِ نفسٌ فيها .
 للمملكة العربية السعودية شهداءٌ نالوا نحبهم على أراضي فلسطين الطاهرة أثناء الصراع العربي الإسرائيلي ، فحي الشيخ جراح حي كل السعوديين الذين لن ينسوا اخوانهم الفلسطينيين من الدعاء في المتبقى من العشرة الأواخر راجين من الله أن يُخفِف عليهم وطأة ما أصابهم . 
وبحلول العيد نسأل الله أن يجعل عيدنا عيدين ، عيد فطر ، وعيد انفطار قلوب الصهاينة على خيبة جُل أمانيهم الباطلة .  
 
 
 
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى