ضحايا تفاسير الأهواء

هل وقعت النساء العربيات المسلمات ضحية لتفاسير الأهواء ؟
تساؤل انصرف عن ذهن كل من رغب التطرق لقضايا العنف ضد المرأة ، رغم أنه من الأجدر مراجعة تأويل الخطاب الديني في هذه المسألة قبل توعية النساء بحقوقهن بعدم مسهن جسديًا أو لفظيًا ، كان من الأنفع إعادة النظر بحقيقة آياته سبحانه وتعالى ، هل مستها دناسة أولائك الذين لايخشونه إلا بمظاهرهم الرثة كما مست حقوق النساء وطالت أجسادهن ؟
ولأني أدرك أن ديني دين الرحمة فأنا أنفي قطعًا كل تفسير لأي أية فيها تعارض واضح لحقيقة الإسلام .
هل تتحمل المرأة العربية المسلمة المس بالضرب إثر هذه التأويلات ؟
مع نهاية أسوأ سنة كما يصفها نصف كوكب الأرض الأن ، استضاف برنامج عربي إحدى تلك النساء التي لاتُمانع أن تُضرب أو تُهان ، بدت لي تلك البهيمة للوهلةِ الأولى أنها مع قول ( ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب) حين قالت ” يضرب زوجته من محبته لها ” ، لديها قناعة عمياء مازوخية بأن للرجل كامل الأحقية في ضرب المرأة من باب تأديبها ، ومن شدة قناعتها هي لاتمانع حتى أن يضربها أمام الملأ !
لفتني قولها ” هذا إنسان وعنده احساس اجباري يضربها ” تعني إذا تم استفزازه .
ماذا عن كون المرأة أيضًا إنسان ولديه احساس وحق اجباري بألا يُمس بضرر سواء جسدي أو نفسي ؟
كما أنها  ترى من غير المنطقي توجه المرأة للجهات المعنية بعد التعرض للعنف حتى (لاتخرب بيتها ) !
إصرارها هذا وقناعتها بحق الرجل الشرعي بضرب الزوجة في حالة (نشوزها) -حسبما يفسرون الكلمة- خير دليل على أنها ضحية تفسير خاطئ لآياته عز وجل .
وللعنف صوره وأشكاله فخضوع ورضوخ بعض النساء ( العربيات ) لعنف رجالهن يكون بقبولها لمحظوراته إما بالمنع أو الإجبار ، العنف لايقتصر على الضرب وحده ، حين يمنعك الرجل من أمر معين بحجة الخوف عليك أو لشدة غيرته فتأكدي إنك حينها امرأة معنفة دون أن تدركين فلا داعي للشعور بالسعادة ” حبيبي يغار علي ” ، ” لا هو بس خايف علي ” هذا اهتمام زائف تغلفه سلطة قهرية.
ومن لازال يعتقد أن الإسلام أباح تأديب المرأة بضربها مستدلًا بقوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضرِبوهن فإن أَطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا  إِن الله كان عليا كبِيرًا)
فهو مخطئ ينتقي من التفاسير التي بها تقول على الله عز وجل فمن المحالِ أن يكون المقصود به الضرب الفيزيائي وإن كان بالخفيفِ من الأشياء كما يرقعون لأنفسهم ذلك التجرؤ بالتقول عليه سبحانه ، ولن أتطرق لتفسير الآية السليم الذي يتوافق مع صورة وهدف ديننا الحنيف ،  فمن يرغب بالحقيقة ليبحث عنها ولن يُقدم على البحث إلا المتحررين من قيود وأغلال فِكر الملقنين .
الإسلام جاء لتكريم المرأة ورفع مكانتها بمحاذاة الرجل بعد أن
كانت عارًا يتم دفنهُ حيًا يتنفس.
الأنثى في الجاهلية كانت عار وهي صغيرة ، عاهرة وهي كبيرة ، عارية الملبس ، رخيصة المهدف،  و ماكانت إلا أداة جنسية .
ولا ثمة معتقد أو فكر أو ديانة رفعت من قدر المرأة كما فعل الإسلام ، وما يقوم به بعض الرجال من قهر للمرأة ماهي إلا ممارسات تتعارض مع الغرض الذي جاء الإسلام بشأنه ،
ولا يوجد أشد من التجرؤ بالفتوى و التقول على الله ورسوله .
الله سبحانه أمر بتكريم الإنسان ككل ، كما جاء بلغة صريحة وصارمة في تكريم المرأة وعدم المس بكرامتها وبكرامة أي إنسان قولًا و فعلًا .

زر الذهاب إلى الأعلى