أسرتني العلا منذ الزيارة الأولى لها، ثم شملتها رؤية البلاد وأنشئت الهيئة الملكية للعلا لتضع هذه المدينة الساحرة في الواجهة وتصبح حديث العالم.
شيء ما كالسحر الحلال حدث في تلك المنطقة الرابضة في قلب التاريخ، النابضة به، كل درب فيها يقودك إلى حكاية، كل جبل يشهد على قصة ما وكل واد يعبق بأنفاس من مرَّ به يوماً، الأشجار المعمّرة تحكي لك ألف رواية، رمال الذهب والأماكن التي تأسرك لالتقاط صورة للذكرى، كل تفاصيل المكان ساحرة تجعلك في شركها ولا تنجو منها حتى بعد أن تغادرها.
العلا التي كانت بعيدة عن الحضور والتعاطي تستحق اليوم أن تتوّج المعجزة الأولى ضمن معجزات العالم، فمن يزور العلا يقرأ كلماتي جيداً ويدرك أيضاً كيف تقوم الهيئة الملكية للعلا بكل هذه الجهود لتضع المدينة في قلب العالم.
اليوم وأنا أكتب مقالي تتوجه الأنظار كلها للعلا التي تضم القمة الخليجية التي تسعى للم شمل الإخوة الخليجيين لمواجهة التحديات، والعلا بكل سحرها وما وصلت إليه بعد جهود عظيمة تستقبل اليوم قادة الخليج، وأمر بذاكرتي في كل مكان زرته مؤخراً لأتخيل خطى القادة في المكان.
مسرح المرايا قصة بحد ذاته، فمصممه الإيطالي اعترف أنه أمام ما رأى من جمال المكان قرَّر أن يكون تصميمه مرآة تعكس جمال المكان فحسب، فتخيل عزيزي القارئ مسرح المرايا وكيف لها أن تستقر بقلب الرمال لتعكس روعتها.
كتبت كثيرًا عن العلا ولو استمررت في الكتابة لن أنتهي، فمشاعري ما زالت كأجراس داخلي كلما ذكرت العلا وتذكّرت زياراتي لها وحديث العلماء والأصدقاء عمَّا شاهدوا ووجدوا.
العُلا في العُلا وهي منارة التاريخ وأعجوبة الحاضر وجهد ثمين لإنسان المملكة الذي مضى يحقق رؤية عرَّاب الرؤية الأمير الذي يُشار له بالبنان أينما وليت وجهي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فلتلك البلاد حنيني وحبي ولها المجد والبقاء ما بقيت حضارتها وتاريخها وحاضرها وغدها، ألوح اللحظة بكف القلب للعلا ولضيوفها الكرام لأهلها الرائعين ولكل واد ومعلم وجبل بقي شاهداً على مجد تلك الديار.