أخر الأخبار

سعودية التراث وآثار محافظة الوجه

في اليوم 23 من شهر نوفمبر الموافق  من شهر ربيع الأخر للعام 1442 هـ ، وبعد الانتهاء من زيارة آثار منطقة الجوف ، وبدعوة كريمة من الاستاذ الفاضل ابراهيم خليل الشريف أمين اللجنة السياحية في محافظة الوجه ، لزيارة محافظة الوجه بمنطقة تبوك . 

توجه فريق سعودية التراث من صحيفة الساحات العربية ،المكون من الإعلاميات ندى البليهي ، مها الشمري ، مضاوي الشايقي ، مها الرميح  وبرفقة المرشدات السياحيات مروه صعيدي من محافظة جده ، وهند البلوي من محافظة تيماء ، بعد الالتقاء في منطقة تبوك والتوجه براً نحو الوجه . 

 

الموقع : 

تقع محافظة الوجه في منطقة تبوك وتتوسط مدن الساحل الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية ويحدها من الشمال محافظة ضباء وتبعد عنها حوالي 150كيلومتر ، ومن الجنوب أملج وتبعد عنها حوالي 165 كيلومتر ، ويحدها من الشرق العلا وتبعد عنها حوالي 240 كيلومتر ، ويحدها من الغرب البحر الأحمر ،  

اتخذ أهل الوجه مسكنهم وعملهم الحرفي والتجاري على أرض بجانب البحر من الجهة الجنوبية ، تتسع لسكناهم ومرافقهم العامة . 

وجاءت سبب التسمية من (( وجه الحجاز )) أي الاتجاه نحو الحجاز ، أو أول نقطة من أرض الحجاز يراها القادم برا أو بحرا ، وتذكر بعض الروايات أن اسم الوجه مشتق من المواجهة والمقصور بها مواجهة ركب الحجيج في طريق عودته من الحجاز إلى مصر . 

الوجه القديمة : 

في صباح اليوم الأول تم التوجه إلى مدينة الوجه القديمة وكان في صحبة الوفد الأستاذ الفاضل ابراهيم خليل الشريف أمين اللجنة السياحية في محافظة الوجه ، والأستاذة تغريد الشريف مرشدة سياحية ، ووالدها الأستاذ بدوي الشريف ، والاستاذ بندر الخناني عضو اللجنة السياحية . 

وقد تم التجول فيها مشياً على الأقدام ، وتنقسم محافظة الوجه إلى قسمين : 

القسم الأول : يشمل الميناء والسوق والدكاكين والوكالات التي تحيط به . 

القسم الثاني : المنطقة السكنية والتي تقع في الجزء الشمالي من الميناء تحت الهضبة الشمالية ، مما يعطي المدينة شكلاً طولياً يمتد من الشرق إلى الغرب ، ويحدها من الشرق سور ذو بوابة لحراسة السوق ( المناخة ) . والتي تقع إلى أقصى الشرق داخل السور ، وتوصف المنازل والدكاكين بأنها مصطفة ، ولا تعلو عن طابق واحد ، ومبنية من الطين والحجر المنقبي ، والأسقف من جذوع النخل الدوم ، بحيث تتوزع المنازل مع الدكاكين في منظومة واحدة .  

فعندما تسير في أزقة وسكك هذه المنطقة السكنية القديمة تستشعر حرفة البناء وفنها في صناعة الأبواب والنوافذ و ( الرواشين )، حيث تتميز بتشابهها مع نمط البيوت السائدة في القطر المصري ، على وجه الخصوص ، والنمط المعماري السائد في معظم دول حوض البحر المتوسط ، فهي في معظمها مبنية من حجر الكلس المتوفر حول محافظة الوجه ، ويستخدم الطين في ملئ الفجوات بين الحجارة الكلسية ، حيث لم يكن الإسمنت آنذاك متوفراً ، ويبلغ سمك الجدار في الأغلب ما يقارب النصف متر عرضاً ، ويجري تلبيسها من الداخل والخارج بطبقة من الجص ( النورة ) ، ويصل ارتفاع الجدران في المنازل إلى خمسة أمتار ، وبها عدد كبير من الشبابيك ، حيث تتراوح ما بين نافذتين أو شباكين ، إلى أربعة أو خمسة شبابيك صغيرة ، ويتراوح عرضها ما بين متر ومتر ونصف ، أما ارتفاعها فقد يصل إلى مترين ، وهي شبه متلاصقة ( يفصلها جدار سمكه نحو نصف متر ) ويتكون كل شباك من أربعة أجزاء ، بحيث تسمح في حال فتحها إلى مرور تبار من الهواء البارد ، وخاصة في فصل الصيف ، وتفتح هذه الشبابيك يدوياً وتغلق بقطعة خشبية تسمى ( العصفورة ) أما سقف المنازل فيقوم على جسور من جذوع شجر السدر أو نخيل الدوم ، يعترضها من الأعلى حصير مصنوع من سعف النخيل ، تغطيه طبقة من الطين ، وفي وقت لاحق استغني عن الحصير ، بألواح من الخشب تعلوها طبقة من العوازل ، وتتصف بيوت الأغنياء والتجار بأنها تتكون من دورين أو ثلاثة ، وتتوفر فيها ( الرواشين ) الخشبية والمزخرفة ذات الأفاريز التي تدل على مدى التقدم في مجال العمارة الذي وصل إليه البناء ، ولم يعد فن العمارة مقتصراً على الشكل الخارجي فقط للمبنى ، بل امتد ليشمل الواجهة الأمامية للمنزل ، حيث يظهر فن النقش على الباب الرئيسي ، فهو على شكل باب مقنطر ، وفي وسطه ( خوخه ) تستعمل للدخول والخروج دون الحاجة إلى فتح الباب الكبير ، وهذه الخوخة لها مفتاح ، بينما للباب الكبير ضبة ، ومفتاح من الخشب ، وفي أعلى الباب الكبير لوح يدعم واجهة المنزل ، وعادة ما يحفر عليه كلمات مثل ( يا داخل الدار صلي على النبي المختار ) أو ( هذا من فضل ربي ) وكتابة تأسيس المنزل . 

يعد ( الروشان ) أو ( الرواشين ) سمة تميز المنازل ، فهي تدل على ثروة الساكن ، ومركزه الاجتماعي ، والاهتمام بالمنظر العام من قبل السكان في ذلك الوقت مما يعكس الاهتمام بالبيئة السكانية ، لتصبح إحدى مميزات المسكن التقليدي في الحجاز بصفة عامة ومحافظة الوجه بصفة خاصة . 

 

وتنقسم الرواشين في العادة إلى قسمين : 

الأول : الروشان الذي يمتد من أسفل المبنى وحتى الدور العلوي وهذا النوع غير موجود في محافظة الوجه . 

الثاني : الروشان المنفصل ، وعادة يوضع على المجلس الرئيسي في الدور الثاني من المنزل ، وقد يحتوي المنزل على أكثر من روشان . 

عامةً تتصف الرواشين في محافظة الوجه ، بتكاملها الجمالي ، من خلا النقوش والنمط الهندسي وملاءمته مع واجهة المنزل ، بالإضافة إلى قوة تحمله للعوامل المناخية مثل الرطوبة ، والأمطار ، ومتانة صنعه وملاءمته لبيئة الوجه البحرية ، وكذلك مرونته في التحكم بدخول الهواء إلى المنزل واتجاه حركة الهواء . 

تتلون المنازل القديمة عادة بلون الكلس الأبيض ( النورة ) ، بينما تدهن الشبابيك باللون الأزرق الغامق لتتناغم هذه المنازل مع البيئة البحرية ، مما يضفي على الوجه جمالاً آسراً. 

ولا ننسى نمط الإضاءة فقد كانت سكك وأزقة محافظة الوجه تضاء باستخدام (الأتريك) والفوانيس ، كان يتم تعليق (الأتاريك) على زوايا بعض جدران المنازل ، بالإضافة إلى إضاءة الأسواق ، والميناء ، والشوارع المؤدية إلى الجوامع والمساجد .  

السوق القديم ( المناخة ) : 

 

ثم بعد ذلك تم التوجه نزولاً إلى السوق وكان مجاوراً للمنطقة السكنية القديمة ، في أسفل الهضبة على الشاطئ الشمالي للميناء ، وكأن بعض الدكاكين بقيت صامدة لتكون  شاهده على هذا السوق في عهده ، لتحكي لنا عن حركة تجارية ضخمة في تلك الحقبة الزمنية ، حيث كان يعبر الحجاج القادمين من المناطق المجاورة والمتجهين إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة ، مما يفسر ازدهار محافظة الوجه في ذلك الوقت ، ويعود السبب في ذلك موقعها الاستراتيجي والبحري ، وللسوق ثلاثة أبواب أنشئت لحماية السوق ، وتغلق هذه الأبواب مع غروب الشمس وتفتح مع شروقها .  

كانت الإبل كانت تحمل أنواع كثيرة من السلع التجارية ، وتأتي محملة بها إلى سوق المناخة ، مثل السمن والفحم والعسل والحطب وعلف البهائم ، وأيضاً لحوم الصيد ، كذلك كان هناك سوق لبيع الإبل والأغنام ، وسوق لبيع الخضروات . 

 كذلك كان يستقبل البضائع الواردة من جدة مثل الحبوب بأنواعها ، والأقمشة ، ومن مصر الفواكه والخضروات والأجبان والحلويات والأقمشة ، من جانب آخر فإن للوجه صادرات ، مثل السمن والفحم والسمك الناشف والإبل والأغنام وغيرها من النعم ، لتصدره إلى مصر والشام . 

سور الوجه : 

وقد أشار لنا الأستاذ ابراهيم خليل الشريف في نهاية السوق إلى سور محافظة الوجه القديم ، وكان واضحاً وشاهداً ، كسائر المدن القديمة في الجزيرة العربية ، وقد بني هذا السور  من منطلق دفاعي بأسوار تغلق ليلاً وتفتح نهاراً ،  

المساجد التاريخية التي تمت زيارتها : 

مسجد الأشراف :  

بعد الانتهاء من جولتنا في المنطقة السكنية القديمة وسوق المناخة ، تم التوجه إلى مسجد الأشراف وهو قريب جداً من السوق ، حيث يقع مباشرة إلى الجهة الشمالية من رصيف الميناء ، ملاصقاً لمبنى الجمرك قديماً ، وقد بناه آل مرعي من الأشراف ومئذنته مخروطية الشكل ، وبها سلم داخلي للصعود للأذان والإقامة ، ويعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى عام لعام 1250 هـ ، وقد تجولنا داخل المسجد واستمعنا للشرح المفصل عنه من قبل الأستاذ أحمد الشريف ، الذي ذكر لنا أن عرض المسجد يبلغ 22 * 13  م ، له ستة أعمدة داخلية مكونة ثلاثة تيجان بالنسبة لأروقة الخطوط للمصلين ، حيث أشير أن المسجد بني على طريقة هندسية عالية جداً ، على ارتفاع 5 م ، كما بطنت الأعمدة بالحجارة على شكل دائري ، بعملية العاشق والمعشوق بالنسبة للأخشاب الداخلية ، وعملية رص الخشب كذلك فوق الأعمدة ، ثم تأخذ التيجان الشكل الجمالي في نهاية العامود . كما توالت على المسجد مرحلتان لترميمه ، الأولى كانت في عام 1306 هـ والثانية في عام 1439 هـ . 

مسجد البديوي : 

من المساجد القديمة أيضاً ، ويقع في الجزء العلوي من البلدة القديمة وعلى مسافة قريبة من مسجد الأشراف ، وقلعة السوق ، فهو قريب من قصر الأمارة القديم، ويعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى عام 1295 هـ ، على يدي أحد المشائخ من طلاب العلم في ذلك الوقت وهو الشيخ بديوي شحاته العلي، وقد ورد ذكر هذا المسجد التاريخي ، في مدونات العديد من المؤرخين ومنهم خير الدين الزركلي ، وأصبح منذ ذلك التاريخ بمثابة المدرسة لتلقي العلوم القرآنية بين أروقته ، إلى أن أتى العهد السعودي الزاهر فتم تطويره وترميم أجزاء مبانيه والحفاظ على معالمه ويذكر أن المسجد خرج في العقود الماضية العديد من العلماء والمشائخ وكان به أشهر مدرسه ” للكتاتيب”. 

قلعة السوق أو قلعة الوجه : 

 

توجهنا بعد هذه التحف المعمارية الإسلامية الجميلة ، إلى قلعة السوق أو كما يسميها البعض قلعة الوجه ، أقيمت هذه القلعة على هضبة مرتفعة شرق محافظة الوجه ، حيث تطل على الميناء و سوق المناخة من الناحية الجنوبية ، وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل ، ويقع مدخلها الوحيد في الجهة الغربية ، المدخل يقع في الجهة الغربية ويؤدي الى فناء محاط بالحجرات ومرافق القلعة، وكانت مقرا لحامية البلدة ، وقد تم بناؤها في عام 1276 هـ . 

يوجد بالقلعة برج مراقبة من الجهة الشمالية الشرقية ، وقد اتخذت مقراً لمفرزة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع ، في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، ومنها كانت تنطلق مدافع دخول شهر رمضان ، ومدافع السحور ، وقد سلمت هذه القلعة إلى السياحة والآثار وقد تم ترميمها ، لتصبح معلماً بارزاً للسائح . 

كما يوجد فيي محافظة الوجع قلعة “الزريب” وتقع بوادي الزريب شرق مدينة الوجه على بعد 20 كيلومترًا، وتعد محلاً لقوافل الحجاج عام 1026هـ، وهي عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل لها أبراج ومدخل. ولكن للأسف لم نتمكن من زيارتها . 

البرق اللاسلكي : 

فقد أذهلنا أمام قلعة السوق أو قلعة الوجه مشاهدة مدفع هوائي اللاسلكي ، حيث كانت تعد محافظة الوجه من أوائل مدن الحجاز التي عرفت خدمة البرق ، فبعد دخول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه أمر بإنشاء مدارس تعلم فن اللاسلكي في مدن المملكة ومنها محافظة الوجه ، في عام 1336 هـ أنشأت ثاني مدرسة تعلم هذا الفن بعد المدرسة الأولى التي كان مقرها مكة المكرمة . 

الصهاريج : 

كانت محطتنا التالية بعد قلعة السوق أو قلعة الوجه ، وقد أسهم في الشرح استاذنا الفاضل إبراهيم خليل الشريف في تعريفها لنا وذلك عند الوقوف على أعتاب صهريج آل سنيور ، وهو الصهريج المتبقي من بين قرابة 13 صهريجاً لعوائل قامت على هذا المشروع الخيري  . 

الصهريج هو عبارة عن بناء مستطيل ذو فتحات سفلية تسمح بدخول مياه الأمطار التي تجري في الأودية أو الشعاب الصغيرة التي تقع في الهضبة التي تقع عليها محافظة الوجه ، كما تسمح بخروج الفائض من هذه المياه عند امتلاء الصهريج وتتجه نحو البحر ، بهدف جمعه وتخزينه في داخل البناء واستخدامها للشرب عند نقص المياه ، يبلغ طول الصهريج نحو ستين ذراعاً أي 38 م ، وعرض 20 ذراعاً أي 15 م ، وعمق يصل 12 م ، وسقفه مقنطر وله باب ودرج ، ينزل به الإنسان للحصول على حاجته من المياه ، باستخدام الدلو أو المردوف ، والصهاريج مبنية من الحجارة الكلسية تكسوها طبقة من الجص البيضاء . 

يأتي سبب بناء هذه الصهاريج هو الانتفاع من مياه الأمطار وحفظها ليسقي البلاد والعباد ، كما يؤرخ فترة بناؤها ما قبل 100 عام . 

الجزر : 

 

 

 

في صباح اليوم التالي كنا على موعد في رحلة بحرية بالقارب ، لرؤية جمال بحر الوجه شديد الصفاء ، انطلقنا بمشيئة الله تعالى وبرفقتنا المرشد السياحي خالد الحربي ، وقد أسهم لنا في شرحه عن الجزر التي تحيط بمحافظة الوجه والتي في عددها تصل قرابة السبعين ، حيث تختلف طبيعة هذه الجزر من حيث المساحة وظهورها على سطح البحر ، أو غمرها تحته، كما تتصف بتدرج أعماقها مما يترتب على ذلك التدرج في ألوان المياه ، فأكسبها ألواناً متدرجة فريدة في صنع عظمة خالقها . 

تعتبر هذه الجزر ملاذاً للعديد من الطيور والكائنات البحرية مثل السلاحف ومن أهم الجزر : 

  1. جزيرة ريخة، التي تبعد 7 كم غرباً، وهي أكبر الجزر الموجودة وهي جزيرة مرجانية طولية،  
  2. جزيرة الظهرة وتقع جنوب غرب، وتمتاز بأنها جزيرة رملية وتبعد 8 كم.  
  3. جزيرة الشيخ مربط جنوب المحافظة، وتبعد مسافة 30 كم. 
  4. جزيرة بريم وتقع جنوب غرب وتبعد مسافة 26 كم، وتمتاز بنمو النباتات الطبيعية وكثرة الطيور البحرية. 
  5. جزيرة أم رومة، وتبعد مسافة 15 كم جنوب غرب ومساحتها 6 كم. وغيرها مثل رأس كركمة ، وجزيرة زير جده ، وجزيرة المردونة ، ومرسى هواز . 

 

 ومن أهم شواطئ محافظة الوجه: (شاطئ زاعم، وشاطئ الدميغة، وشاطئ حواز، وشاطئ المسدود، وشاطئ منيبرة)،  

 

فنار الوجه : 

في نهاية الرحلة البحرية أشيد لنا بذكر هذا الفنار ، والذي كان يقع على الجانب الجنوبي من ميناء الوجه ، وقد تم بناؤه في عام 1292 م ، ولم يبقى من هذا الفنار إلا أجزاء قليلة شاهده على مكانه ، ويعود سبب إنشاء الفنار لإرشاد السفن القادمة ، مما يشهد على حركة ملاحية ضخمة . 

أول مطار في المملكة العربية السعودية : 

 

وكالة البديوي التي انشأت عام 1955 م ، من أوائل الوكالات في المملكة العربية السعودية ، كانت محطتنا التالية ، وقد استقبلنا الاستاذ عبد الله بديوي ، وقد تم الاستماع إلى حديثه عن أول مطار في المملكة العربية السعودية  كان في الوجه ، بعد ثاني مطار الذي أنشئ في دارين في محافظة القطيف .  

تعتبر الوجه أولى محطات شبكة النقل الجوي ، وهذا يعود لموقعها الجغرافي في وسط الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية ، بالإضافة إلى بعد المسافة بين كل من جدة ، والمدينة المنورة ، وتبوك ، لتظهر محافظة الوجه كنقطة اتصال متوسطة لحركة النقل الجوي بين هذه المدن . 

كان المطار في وقت سابق عبارة عن مدرج ترابي ، وفي وسطه دائرة كبيرة الحجم بلون أبيض ، كعلامة لوقوف الطائرة عليها بعد هبوطها ، ويقع المطار على أرض الهضبة الشمالية ، وهي كبيرة جداً من حيث الطول والعرض ، منبسطة ولا تحتاج إلى تعديل . 

صخرة الجمل : 

أذهلنا بمعالم صخرة الجمل وكأنها منحوتةً فنيةً، أبعاد منظره وكأنه مسرح طبيعي مفتوح أمام السياح والمهتمين والباحثين ، وتبرز تفاصيل الصخرة، التي يصل ارتفاعها في أعلى نقطة ثمانية أمتار، ملامح شبيهة بالجمل البارك في مكانه بفعل عوامل التعرية لأعوام طويلة ، وعلميًّا بحسب الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية فـ ”صخرة الجمل”، الواقعة على بعد 5 كيلو مترات جنوب مدينة الوجه، متكونة من الحجر الجيري، وتعد من أندر الصخور. 

وقد استقبل المطار في عام 1354 هـ ، الطائرة التي كانت تقيل الطيارين السعوديين القادمين من مصر ، وقد تم استقبالهم بكل حفاوة وتكريم ، وأقيم لهم حفل كبير شارك فيه جميع أهالي الوجه ، لكونهم أول طيارين سعوديين تخرجوا في مجال الطيران . 

ثم رأى المختصون في الطيران المدني أن ينقل المطار إلى الهضبة الجنوبية ، وموقع المطار الجديد الحالي يبعد عن الوجه قرابة الخمسة كيلومترات . 

 

الملح : 

وعلى طبيعة بيئة محافظة الوجه وقربها من البحر فإنه يتم استخراج الملح الطبيعي بالطريقة التقليدية القديمة ، حيث يكسب مكان استخراجه اللون المائل إلى الوردي ، وقد تم الاشادة بمكانة والوقوف عليه كشاهد على تجارة الذهب الأبيض لمحافظة الوجه ، والمقايضة به لوفرته . 

في نهاية هذه المادة لا يسعني إلا أن أرفع كل الشكر والتقدير ، لأهالي الوجه الكرام على حفاوتهم وهذا ليس بمستغرب عليهم منذ الأزل ، و للأستاذ الفاضل الأمين العام للجنة التنمية السياحية في محافظة الوجه ، وابنها الوفي ، الاستاذ ابراهيم خليل الشريف حينما وعدني وصدق في قوله (( سترين الوجه في جمالها شيء ثاني )) . 

والشكر موصول لكل من :- 

الأستاذ بندر صبري الخناني عضو لجنة التنمية السياحية ، المرشد السياحي  خالد الحربي ، والأستاذ عبدالله غبان عضو اللجنة السياحية ، والمرشدة السياحية تغريد الشريف ووالدها الأستاذ بدوي الشريف ، والأستاذة يسر الكلابي ،و الأستاذ أحمد المعيطي صاحب معرض المحنطات  البحرية ، و الأستاذ محمد عوض الرشيدي ، و  الأستاذ عبد الملك الحربي ، و  الأستاذ ناصر عبدالله ، والمرشد السياحي ظاهر البلوي ، و الأستاذ  عبدالله البديوي ، ورئيس النادي الخالدي الأستاذ محمد الشريف  ، و الأستاذ احمد محمود الشريف  . 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى