أكدت ندوة بعنوان: “الإعلام الرياضي مواجهات دون تفويض”، نظمتها هيئة الصحفيين السعوديين في الأحساء، “عن بعد” مساء أمس الأحد الـ 12 من شهر ذي الحجة الحالي، الموافق لـ 2 من أغسطس، تحدث فيها 3 مدراء تحرير للشؤون الرياضية، ورؤساء أقسام رياضية في 3 صحف سعودية، أن الإعلام الرياضي وسيلة لإبراز الإنجازات المشرفة، وتقويم الإخفاق وتعديل ووضع خارطة طريق للعودة لتحقيق الإنجازات، وهو شريك في النجاح والفشل، مشددين على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية والحس الوطني في السبق الصحفي، ونبذ التعصب الممقوت بكافة أشكاله، وتبني التعصب المحمود الذي يراعي فيها الضوابط لذلك.
وافتتح الندوة، مدير هيئة الصحفيين السعوديين في الأحساء، المشرف العام على البرامج الأستاذ عادل بن سعد الذكر الله، بتقديم تهنئة العيد للقيادة والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، وفرسان الندوة، والشركاء الذين حضروا عن بعد، وتهنئة الشعب بسلامة خادم الحرمين الشريفين ودعواتنا لسيدي أن يسبغ عليه دوما لباس الصحة والعافية، وشكر المتحدثين، والمنظمين للندوة على حسن الإعداد والمتابعة وإدارة الحوار البناء بطريقة احترافية، موضحاً أن هذه الندوة، تأتي أهميتها من أهمية القطاع الرياضي والشبابي، وتعاطي الإعلام معه بموضوعية لنحافظ على القيم المجتمعية التي تسعى جميع مؤسساتنا التأكيد عليها بعيداً عن التعصب والتشنج الممقوتين، ونزولا عند رغبة الكثيرين فإننا سنكثف في البرامج القادمة مواضيع تهم هذا القطاع الحيوي والهام، وإحدى البرامج الذي بدأنا التنسيق لها ورشة تدريبية للإعلاميات في المجال الرياضي على مستوى المملكة(عن بعد)، وسنفتح التسجيل فيها في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس أن شاء الله.
وانطلقت الندوة التي، أدارها عضو هيئة الصحفيين السعوديين في الأحساء الزميل الإعلامي الأستاذ عبدالله الغزال، واستمرت 90 دقيقة. وحضرها افتراضيا 100 إعلامي وإعلامية من مختلف مناطق المملكة. وتناولت الندوة عدة محاور، وجاء فيها:
** مدير التحرير للشؤون الرياضية في صحيفة “الرياض” الدكتور عايض الحربي**:
أكد أن الأعلام شريك رئيسي في أي منجز وفي أي إخفاء، ومن أبرز العوامل التي تبرز الدور الإيجابي للنشاط الرياضي والإنجازات والنجوم الرياضية، وأن الإعلام الرياضي في السعودية يملك القدرة على تقديم منجزاتنا الرياضية المختلفة للجمهور الداخلي والإقليمي والخارجي، وتقديم الصورة الحقيقية من حيث الإنجاز والإخفاق، مشدداً على ضرورة وقوف المؤسسات الصحفية والإعلامية أمام كل شخص يسعى لإيجاد التعصب، الذي ينعكس سلباً على قيمة وتماسك المجتمع.
وشدد على ضرورة التفريق بين التعصب المحمود والمذموم “الممقوت”، وأن هناك ضوابط في التعصب المحمود، يجب مراعاتها، وهي: الضوابط الإسلامية، والحقائق على أرض الواقع، وصدق التاريخ، والمعطيات التي تعيشها الفرق في هذه الحقبة، لافتاً إلى أنه لن يجد المتعصب مكاناً له في الوسط الإعلامي.
وقال: الوسط الإعلامي يمر بكثير من التعصب، ومع مرور الزمن ستكون هناك الحصانة الكاملة للوقوف في وجه المتعصبين وجعل التعصب الممقوت شيء من الماضي، مضيفاً أن التعصب الممقوت يفرق ولا يجمع، ولا يعطي كل ذي حق حقه، داعياً إلى أهمية المسؤولية الاجتماعية والرقابة الذاتية للابتعاد عن التعصب غير المحمود، وضرورة استقطاب المواهب من غير المتعصبين لتقديم الحقائق والحد من التعصب غير محمود والإجحاف في حق الآخرين.
ووضع عدة عوامل لتقديم صحفي رياضي ناجح، ومن بينها: الشغف، والإطلاع، والموهبة، والاحتكاك بمدارس إعلامية وثقافات أخرى، وأن وجود الصحفي الرياضي المتخصص في ألعاب رياضية معية، أمر يعطي المزيد من التميز للإعلامي، كذلك الصحفي الشامل أمر مطلوب للصحفي الرياضي للإلمام بكافة الألعاب والقوانين، لافتاً إلى أن الشهادة الأكاديمية في “الإعلام” أمر وصفه بالـ”جيد، بيد أنها ليست كل شيء”، ملوحاً إلى أن كثير من الإعلاميين، لا يحملون مؤهلاً إعلامياً، وهم موهوبون ومبدعون ومتألقون.
** مدير التحرير للشؤون الرياضية في صحيفة “اليوم” الأستاذ عيسى الجوكم**:
أوضح أن الإعلام الرياضي توسع بشكل كبير جداً مع وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، وأصبح كل قلم وصاحب فكر يستطيع أن يكون إعلامياً من خلال منبره القصير في التقنية القصيرة في الموبايل وحساب التواصل الإلكتروني، حتى أن هذه الوسائل الحديثة، أصبح من خلالها الأعلام مشروعاً كبيراً، حتى دخلت الجماهير، في هذا السلك، وبات فيها من الصعوبة بدرجة كبيرة لاحتياجها إلى محتوى أدق وأقوى وأوسع وخيال أوسع، لتؤكد للجميع صعوبة الإعلام في هذه المرحلة.
وحمل الجماهير مسؤولية التعصب، وأنهم شركاء أساسيين في التعصب، ولا يقتصر التعصب على الإعلامي فقط، وأن فئة من الجماهير، تتجه إلى الإثارة والتعصب غير المحمود، والإثارة المبتذلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ملمحاً إلى عدم الرمي باللائمة نحو الإعلاميين والإعلام بالنسبة إلى التعصب، معترفاً أن هناك برامج ومؤسسات إعلامية متعصبة، وهناك جماهير تغذي ذلك.
** مدير التحرير للشؤون الرياضية في صحيفة “عكاظ” الأستاذ عادل النجار**:
ذكر أن الرياضية، وخير وسيلة لإيصال الواجهة الحقيقية للمملكة بالشكل الصحيح للجماهير وسكان الكرة الأرضية، وأن الرياضة جزء مهم في مجتمعنا السعودي، وأن معظم سكان السعودية يمارسون الرياضية بمختلف أنواعها، وأن الوسط والأعلام الرياضيين، قادران على إيصال الكثير من الرسائل، التي تؤكد أن المملكة ناجحة في كثير من المجالات، وأن أي منجز رياضي دون إعلام يعتبر فارغاً، لذلك جميع الدول تحشد وفود إعلامية كبيرة في البطولات والمحافل الرياضية الدولية لإظهار وإيصال الرسائل المطلوبة، وأن الوسط والأعلام الرياضيين حلقة مترابطة مع بعض، تودي دور واحد لمصلحة الوطن.
وأضاف أن في الوسط الرياضي، كل شخص لديه ميول رياضية، وفي حدود معينة، بحيث لا تقلل من إنجازات الأندية الأخرى أو طمس تواريخ للتقليل أو التشفي، وأن نجاحنا الحقيقي في الميول وإظهار الميول في توضيح الصورة الحقيقية، ووقف التعصب والبدء في رحلة بناء، ويجب توجيه النقد الصحيح وفي مواضعه لتقديم النصح وتعديل مسار الأندية، معبراً عن أسفه بتغليب الميول على كثير من المواضع.
وأيد الصحفي الملم بالقوانين والمعلومات، وأن الصحفي الرياضي هو صحفي شامل لجميع الرياضات، باستثناء الرياضي الذي كان يمارس رياضة معينة، وانتقل لمزاولة الإعلام الرياضي، فسيكون إعلاميا ناجحاً وملماً برياضته، ويمتلك مصادر أخبار ومعلومات في هذه الرياضة تحديداً، وتمنى أن يكون هناك إعلاميين متخصصين في ألعاب رياضية محددة، لإثراء الوسط الرياضي بمعلومات كثيرة. وأضاف أن إعلامنا الآن أصبح فقط كرة قدم، وتجاهل الألعاب المختلفة رغم وجود أبطال وإنجازات متعددة، قد تكون أكثر من إنجازات لعبة كرة القدم، والمبرر الوحيد لذلك أنها اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم، وهذا غير صحيح لأن هناك ألعاب في العالم أكثر شعبية في بعض دول العالم، وحقق الأعلام في تلك الألعاب نجاحات متميزة في الألعاب المختلفة، وباتت سلعة مربحة في النقل الإعلامي.
وأبان أن المراكز الإعلامية للأندية، خلال جائحة كورونا أثبتت أن ليس لديها القدرة على التقديم والتعامل مع الأزمات، علاوة على الاكتفاء بتقديم الحصص التدريبية اليومية في حساباتها على تويتر وهذا غير صحيح، ويجب عليها القضاء على الشائعات، وبعث الطمأنينة، من خلال تقديم المعلومة الشافية للجميع كتوقيع الرعايات أو الاستغناء عن اللاعبين والتعاقدات وإبعاد المدربين للاعبين، وأن هذه المراكز في الأندية بعيدة كل البعد عن تقديم الرسالة الحقيقية لتطمئن الشباب عبر الأندية الرياضية، وأن المراكز الإعلامية لم تؤدي دورها بالشكل المطلوب، وأن من بين الأخطاء الشائعة في الإعلام الرياضي الإعلان عن المصابين اللاعبين بكورونا، وتجاهل التعليمات التي تؤكد على طمأنينة المجتمع.