مصداقية البنوك السويسرية

تعتبر البنوك السويسرية في العقود الماضية من افضل البنوك في مجال الحسابات، والخدمات المصرفية الدولية بسبب الاضطرابات السياسية، والصراعات في بعض دول العالم، حيث كانت البنوك السويسرية رائدة في سرية، وسلامة الحسابات المصرفية، وحماية الأصول المالية، ورأس المال من الضرائب.

وكانت البنوك السويسرية متميزة بأنظمتها السرية لحسابات رجال الاعمال، والأثرياء من جميع دول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالإيداع في الحسابات السرية، واخفاء هويات المودعين، حيث كانت جميع الحسابات المصرفية بالارّقام السرية، وليست بالأسماء، وكان لتلك الأموال المودعة في البنوك السويسرية الفضل في نمو الاقتصاد السويسري. 

وصار فتح الحساب المصرفي سري للغاية، وبلارقام من دون اسم، وهوية صاحب الحساب، ويتم تحديد رقم سري  لصاحب الحساب من البنك بواسطة رقم  سري بدلاً من اسم المودع الحقيقي في البنك السويسري، حيث ان كل شخص يرغب في فتح حساب في البنك يعطى رقم سري لحسابه ويحتفظ به حتى ان المسؤولين في البنك لا يعرفونه.

ووفقا لتصنيف بعض وكالات التصنيف الاقتصادية، فإن سويسرا تحتل المرتبة الأولى عالمياً في حجم الثروات الأجنبية في البنوك السويسرية، والتي تقدر بقيمة 3 تريليون دولار، وتوفر مستوى عاليا، وكبير من السرية المصرفية، ولا يمكن للبنك كشف هوية صاحب الحساب، وجعلت الحسابات المالية السويسرية محل اهتمام صناع القرار الاقتصادي العالمي.

ويبدو أن هذه الميزة في طريقها للزوال، وخاصة في سرية الحسابات المصرفية، وتأتي هذه الخطوة بعد أصرار الاتحاد الأوروبي، والأميركي على مراقبة الحسابات المالية السويسرية، بما يضمن عدم السماح بايداع  اموال في البنوك السويسرية بدون ضريبة، والتي وضعت سويسرا ضمن قائمة الدول غير المتعاونة في مكافحة التهرب الضريبي. 

ما دعاني لكتابة هذا المقال ان هناك بعض من الأثرياء، ورجال الاعمال السعوديين يعانون من عقبات ومشاكل، وتعطيل لاموالهم عند طلب سحب حساباتهم المصرفية من البنوك السويسرية وتحويلها الى البنوك السعودية، وهذا الامر يعطينا ثقة كبيرة بالقطاع المصرفي السعودي، وهذه الثقة لا يعلمها إلا الذي جربها، وأطلع عليها. 

وصار العديد من رجال الأعمال، والاثرياء السعوديون يواجهون عقبات ومصاعب، وتعطيل لاموالهم جراء سحب حساباتهم من البنوك السويسرية، وتحويلها الى البنوك السعودية، فهناك الكثير من المواطنين الذي ليس لديهم معرفة وخبرة، واطلاع على القوانين والوائح، وأنظمة البنوك والمصارف السويسرية، والمعقدة للغاية.

لذا نامل من مؤسسة النقد العربي السعودي اتخاذ الإجراءات السليمة للوقوف بجانب رجال الاعمال والاثرياء السعوديين، ومساعدتهم في سحب حساباتهم بكل يسر، وسهولة من البنوك السيوسرية من دون أي معاناة، وعدم تعرضهم لأي مشاكل، وعقبات جرى سحب، وتحويل حساباتهم الى البنوك السعودية.

احمد بن عبدالرحمن الجبير

مستشار مالي

عضو جمعيه الاقتصاد السعودية

Ahmed9674@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى