الزي الكشفي لرواد الكشافة بين النظام والواقع والأمل

لما كان الزي الكشفي من الأهمية بمكان فقد حرص مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول ، أن يكون للكشافة زي خاص بها ، تأثر في اختياره بربطه الى حد ” ما ” بالزي العسكري باعتبار قضى أغلب سنوات عمره في ارتداء الزي الرسمي للجيش البريطاني، ومنذ ذلك الحين مر الزي الكشفي في أغلب الجمعيات والهيئات والاتحادات الكشفية بمراحل عدة في التطوير والتغيير بحسب الاحتياجات أحياناً ، أو طبيعة المرحلة ، أو تحقيق رغبة المجتمع ، ومنها جمعية الكشافة العربية السعودية التي تأثرت في بداية تأسيسها بالزي الكشفي في الدول العربية التي سبقتها أو التي استقدمت منها الخبرات الكشفية كسوريا ولبنان ومصر وفلسطين، والتي كان يغلب عليها اللون الكاكي وتتميز بالبنطال القصير ، الذي لم يلبث كثيراً لانتقادات المجتمع ومراعاة للجوانب الشرعية ، وصدر بعده تنظيم للزي الكشفي عام 1388هـ، ثم تبعه تنظيم جديد عام 1393هـ، واستمرت الجمعية ملتزمة بالتنظيم الأخير إلا انه مع الوقت بدأت تظهر على السطح اختلافات في الزي الكشفي بين أعضاء الكشفية بالمملكة مما دعا الجمعية الى مراجعة النظام مرة أخرى فأصدرت لائحة تنظيمية جديدة عام 1423هـ ، والتي اشتملت للمرة الأولى على تنظيم زي الرواد الكشفيين الذي تم تأسيس رابطة لهم عام 1419هـ باسم رابطة رواد الحركة الكشفية ، جاء في اللائحة أن زيهم يتكون من منديل أزرق بإطار أصفر ، أو ربطة عنق بشعار الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات ، مع قميص ابيض ، وجاكيت أزرق ، وبنطلون رمادي ، وبدون غطاء للرأس . وفي عام 1426هـ ، صدر تنظيم جديد بقي فيه زي الرواد كما هو باستثناء المنديل الذي نصت اللائحة على أن يكون أزرق بإطار أصفر او ربطة عنق بلون أزرق وشارة جمعية الكشافة للرواد ، وفي عام 1431هـ صدر تنظيم جديد نص على أن زي الرواد يتكون من قميص أبيض ، وبنطلون زيتي ، ومنديل زيتي مطبع بالأبيض ، وحزام زيتي ، وغطاء رأس ” كاب ”  زيتي .

أن مادعاني الى سرد كل ذلك هو ما اشاهده اليوم من بعض رواد الحركة الكشفية وهم يخالفون الأنظمة واللوائح التي نظمتها جمعيتهم بارتداء مالم تنص عليه اللائحة أو مخالفة الزي الذي قد يكون باجتهاد في وقت يفترض أن يكون الرواد هم قدوات للجيل الحالي بالتقيد بالانظمة التي شرعتها الجمعية ، بل بكل اسف أن هناك من يخالف حتى في ارتداء الزي الكشفي للرواد العرب ، والذي أُقر في عام 1999م من اللجنة التنفيذية والذي نص على أن يكون الزي للرواد في المناسبات العربية مكون من جاكيت ( ازرق قاتم ) على الجيب الأيسر شارة الاتحاد العربي ، وقميص أبيض ، وجوارب ( أزرق قاتم ) ومنديل رقبة خاص بالاتحاد، وشارة الاتحاد المعدنية ( دبوس ) على الجهة اليسرى من الجاكيت ، ويضع اعضاء كل رابطة عربية اسم وعلم الدولة على الجيب الأيمن من الجاكيت .

انها دعوة غيور على اسم جمعيته التي يُسيء لها بعض اعضائها بمخالفة انظمتها وهو ما يجعلهم محل تندر أمام الآخرين ، أن الامكانات المتوفرة لديكم اليوم لا تعني العبث بالأنظمة والاجتهاد الشخصي ، أن ما تتناقله وسائل الاعلام من صور لمن يقترض ان يكونوا القدوة لأمر مؤسف بحق ، عودوا الى التأريخ الكشفي السعودي الذي رغم ضعف الامكانات كان أفراده يلتزمون بالزي الكشفي كما نصت عليه الانظمة ، ابحثوا في سيرة كامل فطاني ، وعلوي شيخ ، ولطفي جوانة ، وصالح كامل ،وغازي قربان، عبدالرحمن عقل ، وصالح العقل ،وجمال غزاوي ،وهشام عطار ،ومحمد نور، وإبراهيم النصر الله ، وعبدالله نصيف ، وجمال الشرقاي ، وعباس حداوي ، ومحمد الوهيبي ، وبجاد الصفق ، وسعد الصفيان ، وشاهدوا صورهم ومدى التزامهم بالزي والاهتمام بالقيافة ، بل عودوا الى عام 1375هـ وشاهدوا صور أول طليعة في مقر المعارف بأجياد بقيادة معلم الكشافة الأول بالمملكة صالح غانم وكيف التزموا بالزي الموحد رغم عدم وجود تنظيم داخلي في ذلك الوقت .

زر الذهاب إلى الأعلى