في البدء وقبل الخوض في تجربتي يجب أن أقول أنني محظوظ بأني ابن للمملكة العربية السعودية بلد الانسانية الأول الذي أثبتت هذه الجائحة عظمته وعظمة قادته الذين تخلوا عن عباءة القيادة ولبسوا عباءة الأب الحاني الذي يركض في كل اتجاه ليحمي أولاده قد تجده يذهب لابن وبنت خارج الوطن ويؤمن لهم السكن والأكل وكريم الحياة ويعود للداخل ليحميهم في بيته الكبير
ويؤمن لهم الدواء والكلأ.
كنا نقول قديما للملك خالد بابا خالد وقلناها أيضا للملك فهد وللملك عبدالله والآن نقولها للملك سلمان ونعيشها واقعا ويراها العالم بأسره..
نعم هذا هو الأب الحاني الذي قدم حياة وكرامة المواطن على الاقتصاد
شكرًا لوالدنا الملك سلمان وولي عهده أميرنا الشاب الملهم وشكرًا لكوادرنا الطبية .
أما تجربتي فهي لاتختلف كثيرا عن تجربة الكثير والذين ألزموا بالبقاء في منازلهم بسبب الكورونا
كانت البدايات صعبة لم أعتد عليها كنت أظنها أيام قليلة وتنتهي من الحجر ، فالأمر صعب خاصة لمن هم مثلي اعتادوا على التنقل بين مدن المملكة وحضور اللقاءات والمنتديات والمؤتمرات، كنت في السابق التقي بأسرتي في فترات قليلة تحديدًا الواجبات الرئيسة وليست جميعها
كنت أمضي أيام مشغول عنهم
فيما يخص تجربتي في الصحيفة الالكترونية التي اترأس تحريرها فقد كانت تتطلب مني التنقل ومقابلة الزملاء وتلبية الدعوات وحضور المؤتمرات لننقل للقارئ الكريم الأحداث أولا بأول
كان لزاما علي أن اتقبل الأمر وخاصة فيما يتعلق بالأذونات بالتحرك للزملاء في الصحيفة كانت البداية مرتبكة لكن تجاوزناها ولله الحمد حيث كانت التسهيلات كبيرة والتعاون رائع مع الجهات الحكومية ذات العلاقة وبدأت الأمور تسير كما كانت من قبل وربما أفضل.
وكنا أيضا في الصحيفة نمارس دورنا تجاه المجتمع ومؤسساته ونشارك برعاية بعض الندوات والمناشط التدريبية والتوعوية
أما الجانب الأسري في تجربتي فقد كان رائعًا جدًا ولو أردت الحديث عنه لاحتاج الأمر للكثير .
أما في ما يخص الجانب الثقافي فقد كان هو الأبرز فقد أوليته الكثير إما بمفردي أو بمشاركة أسرتي عن طريق حضور برامج تدريبية عن بعد أو لقاءات منوعة وغيرها من المناشط الثقافية ،
كنت بالكاد يمر علي يوم لم أحضر شيئ منها .
حقيقة كانت تجربة رائعة جدا حتى كدت في أخر الأيام وبعد الاندماج مع الحجر كنت لا أسميه بالحجر بل ( العزلة الثقافية اللاإرادية )
تجربة رائعة وعدت نفسي أن اعيدها وبالتأكيد ليس بمثل هذه الظروف إن شاء الله ،
لكن أجد أننا نحتاج كل فترة لعزلة نختلي بها مع أنفسنا ننجز فيها وسأسميها ( العزلة الثقافية الإرادية )
بقلم ?️
فهد عثمان الجبر
رئيس تحرير صحيفة الساحات العربية