الدولة – اعزها الله – لم تقصر في جميع إجراءاتها، وتدابيرها الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا وفرضت حظرًا التجول، والحجر الصحي، وحققت المملكة نجاحات كبيرة في مكافحة الازمة مما جعلها محط أنظار العالم لما قامت به من إجراءات متميزة لمواجهة أنتشار الوباء، حيث أن النظام الصحى السعودي يعتبر من أقوى الأنظمة الصحية فى العالم.
ما كان لهذه النجاحات ان تتحقق لولا الله، وثم حكمة خادم الحرمبن الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – ووعي المواطنين والمقيمين، وتعاونهم والتزامهم بتعليمات، وإجراءات الجكومة، ولكن للمؤسف انه بعد الفتح الجزئي، وبوادر التعافي من الوباء انتشر الزحام الكبير في الشوارع، وفي كل مكان رغم الإجراءات الاحترازية، والقرارات التي اصدرتها الدولة.
والمشكلة أن بعض الناس تهاون بالأمر، وأصبح لا يبالي بتصرفاته نحو الازمة، وربما يضع المجتمع في خطر من تفشي الفيروس في المجتمع، ويتسبب في زيادة أعداد الإصابات لانه لم يتوخى الحذر، والاتزام في المنزل، وعدم الخروج منه لا للضرورة، وقد يرهق القطاع الصحى السعودي، وينعكس ذلك على الاقتصاد الوطني.
فاذا تراجعت اهتمامت المواطنين، والمقيمين بالإجراءات الوقائية من الفيروس، وعدم الالتزام بالإجراءات التى وضعتها الدولة، ربما يكون هناك زيادة في أعداد الإصابات بالفيروس ويعاد النظر في فتح الحظر، حيث ان المسئولية أصبحت على المواطن والمقيم، وصار الوعى يعتمد عليهم لمكافحة فيروس كورونا.
وللاسف الشديد ان تعامل بعض الناس مع الوباء لم يكن جاداً مع الوباء، والذى ينتقل بسهولة من شخص لآخر، وكان الأمر موضع سخرية من قبلهم، وعدم الالتزام بالاجراءات الوقائية التى طالبت بها الدولة – اعزها الله – ممثلة في وزارة الصحة، ووزارة الداخلية، والتى كان أهمها الحفاظ على مسافة التباعد، وارتداء الكمامات والقفازات.
كما أسفرت حالة التساهل، والاستهانة بالعدوى، وعدم اتباع الإجراءات الاحترازية من قبل الجميع إلى امكانية تزايد مراحل انتشار الفيروس، وربما تتزايد المخاوف من انتشار المرض الى مرحلة الانتشار الجماعي بسبب عدم جدية أغلبية أفراد المجتمع فى التعامل مع العدوى، واتباع الإجراءات والاحترازات الوقائية.
ومع أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الخطورة مقارنة بدول أخرى، إلا أنه لا يزال الفيروس موجود، لذا يجب على الجميع عدم الخروج الا للضرورة، والتعامل مع الوباء بحذر شديد، وتقديم الإرشادات للعاملين فى جميع القطاعات، واتخاذ جميع الإجراءات المشددة التى أصدرتها الحكومة لمنع انتشار العدوى بين الأفراد، والأسر والمجتمع.
وهنا نحن نراهن على وعى الجميع، ولدينا أمل كبير أن تعود المسؤولية على الجميع، ويلتزم المواطن، والمقيم بالإجراءات الاحترازية الصحية، وحتى يخف الظغط على النظام الطبى السعودي وأخذ الاحتياطات اللازمة للسلامة، والحفاظ على الصحة، وانه لا سبيل لدينا الا التعاون بين الحكومة، والمواطن والمقيم، والكل يتحمل المسؤولية.
ويفترض دعم الدراسات، والبحث العلمية من قبل المتميزين من كوادرنا الصحية فى مجال العلوم الطبية، وإيجاد علاج، ولقاح للوباء، وعلينا جميعا الإيمان بالقضاء والقدر، والتقرب الى الله بالدعاء لإزالة الجائحة، والله يحفظ الجميع من كل مكروه، ويحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – اعزهم الله -.
احمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد السعودية
Ahmed9674@hotmail.com