لا يمكن أن يكون لديك رؤية وطموح ونظرة مستقبلية دون أن يكون لديك تعليم جيد ينظر بعزم إلى مستقبل جميل بإذن الله. ولهذا ركزت رؤية 2030 على التعليم والاستثمار في إعداد الكوادر البشرية. وجاء إعلان وزير التعليم د. حمد آل الشيخ بإطلاق مشروع تطوير مسارات الثانوية والأكاديميات المتخصصة بما ينسجم مع رؤية 2030 في تحسين مخرجات التعليم والمواءمة مع سوق العمل ليكون في هذا السياق.
ويهدف المشروع إلى إعداد جيل متعلم ومعد للحياة ومؤهل للعمل وقادر على مواصلة تعليمه والمنافسة عالميًا وسيكون العام 1443 / 1444 عاما دراسيا مختلفا حيث ستكون السنة الأولى الثانوية مشتركة يتم فيها الإعداد العام وعمليات الفرز والقياس والتوجيه والسنتان الثانية والثالثة يكون مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية (مسار علمي عام ومسار علوم الحاسب والهندسة ومسار علوم الصحة والحياة)، ويكون أيضا مجال العلوم الشرعية والإنسانية (مسار إدارة الأعمال – المسار الشرعي – المسار الإنساني العام).
ويهدف ذلك إلى تلبية احتياجات التنمية الوطنية وإعداد المتعلم للحياة ومهارات القرن الحادي والعشرين، وأن يكون التعليم موائم لمتطلبات سوق العمل واستشراف وظائف المستقبل المحلية والعالمية وتوطين الوظائف الحرجة وتحقيق الأمان المهني. كما يركز مشروع التطوير على تأهيل الطلاب والطالبات لسوق العمل من خلال برامج تجسير مهنية، ويركز المشروع على وجود أكاديميات علمية تبدأ من المرحلة المتوسطة تهتم بالعلوم والهندسة والحاسب والرياضيات، كما يهدف المشروع إلى توفير معارف نوعية للمميزين والموهوبين وإتقان اللغة الإنجليزية.
وتفاصيل المشروع مطمئنة وتحتاج إلى جهد كبير لتقديمها للميدان التربوي وللأسرة والمجتمع. وهذا يقودنا مستقبلا إلى إلغاء مؤسسة التعليم الفني ودمجها في التعليم العام والاستفادة من كوادرها في تدريب الطلاب على المهن وتحقيق مبدأ “ورشة في كل مدرسة” الموجود لتقديم المهن للطلاب وتشجيع المحبين لها لإعدادهم للمستقبل وإحلالهم بدلا من الوافدين، خصوصا أن العديد من الطلبة لا يرغبون إكمال الجامعة، ومن المهم استقطاب كفاءات من القطاع الخاص خصوصًا ممن تقاعد مبكرا أو فقد عمله لظروف الشركات نظرا لخبراتهم وإجادتهم للغة الإنجليزية.