نُواري أحبابَنا الثَرى وفي القَلبِ لَهُم قُبورُ

مُنذ طفولتي و أنا أراها مُتفردة في كُل شيء ، بعطرها الفواح ، وكرمها الفياض ، و جميلِ عباراتها الحانية التي تشبه حبات اللؤلؤ المترابطة مع بعضها لتصنع أروع الصور ، وابتسامتها التي تضئ ملامحها العربية الجميلة ، هي امرأة تُشعر من حولها بالطمأنينة والسلام ، وكأن لسان حالها يقول أنا الصدر الحنون المُتسع لجميع الأحباب ، هي جدتي الجوهرة المكنونة التي لا يدرك قيمتها إلا من يعرف حقيقتها ، طريفة بنت جابر البوعينين ..
عندما نشعر بحاجتنا للألفة والاحتضان نذهب لنلتقي في يبتها ، كل بيتها كان لنا بيت ، الصغير و الكبير كان يعتريه شعور أنه في بيته ، لا أحد فينا يخجل من دخول دارها ، كانت رحمها الله تعطي الحق وكل الحق للجميع ان يأكل من بيتها وينام على سريرها ، ويصلي على سجادتها ، لم أرى في حياتي قلبا وسع أعداداً من الأبناء و الأحفاد والأقارب والأصحاب مثلها..
كنت أرى فيها امرأه لا يعلو على صلاتها أحد ، فعندما أستيقظ الفجر و أنا نائمة بجوارها كل ما أحرص عليه مشاهدتها وهي تصلي… يالروعة صلاتها ، و سكينتها ، ودعائها العفوي للخاصة من البنين والبنات والاحفاد الذي تذكر فيه اسماؤنا بعفوية ومن قلب خالص مُحب..
لكِ منا كل الدعاء ، فالدعاء للميت أجمل وصية و أحن وداع ، يامن جمعتي القلوب في حياتك اسأل الله أن يجمعنا و إياك في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
اللهم بفضل هذه الأيام المُباركة اغفر لها و ارحمها وتجاوز عنها ، اللهم عاملها بفضلك و إحسانك ، و ارفع درجاتها في عليين ، و احشرها بفضلك مع الصالحين و النبيين ، و اجعل مكانتها في الفردوس مع أشرف الخلق وسيد المرسلين عليه افضل الصلاة و اتم التسليم..
كأن عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدينِ مدرارُ

زر الذهاب إلى الأعلى