أعلنت مؤسسة الملك فيصل الخيرية أنها ـ بمباركة كريمة من المقام السامي ـ أقامت مؤخراً علاقة رسمية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمدة ست سنوات قابلة للتجديد.
وفي هذا الصدد صرح صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد؛ الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، بالقول: “تأتي هذه الخطوة لتعزيز الحضور الدولي الفاعل للمؤسسة من خلال مواصلة إسهاماتها وتوسيع إنجازاتها في إطار تحقيق رسالتها المتمثلة في “خدمة الإسلام وإنسان السلام”. وأضاف سموه قائلاً: “نحن حريصون أيضًا على التقييم المستمر لأنشطة المؤسسة وتأثيرها الاجتماعي بالمقارنة مع المنظمات غير الحكومية الدولية الرائدة والمؤسسات غير الربحية، خاصة تلك التي تركز على التعليم والبحث العلمي”.
وفي رسالته إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، صرح المدير العام لليونسكو بأن “عمل مؤسسة الملك فيصل الخيرية مرتبط بشكل واضح بالبرامج والأولويات الحالية لليونسكو، وهذه العلاقة الرسمية ستوفر بكل تأكيد فرصًا جديدة لزيادة التأثير الناتج عن أنشطتنا، سيما في مجالات التعليم والعلوم والشباب”.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الملك فيصل الخيرية مؤسسة غير ربحية ذات أبعاد عالمية تأسست عام 1396هـ/1976م بهدف الحفاظ على إرث الملك فيصل والمضي قدماً في تحقيق رؤاه. وقد استثمرت المؤسسة بشكل كبير في النهوض بالتعليم، وأسهمت في إثراء الأنشطة الثقافية، وقدمت الدعم للعلم والعلماء من خلال برامجها ومبادراتها المختلفة التي استفاد منها ملايين الأشخاص في أرجاء المعمورة. ومن خلال السعي لرفع مستوى الأداء واعتماد معايير أعلى، عملت مؤسسة الملك فيصل الخيرية كنموذج يحتذى به للمنظمات الأخرى غير الهادفة للربح في مجالات التعليم والبحث العلمي، الأمر الذي أوجد لها بصمات واضحة ومؤثرة في احتضان الإنسان والنهوض به إلى حياة آمنة، والأخذ بيده في كافة مناحي الحياة المعيشية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية.
وتُعدُّ هذه العلاقة التعاونية الرسمية بين “المؤسسة” و”المنظمة” امتداداً لما تم بينهما من تعاون سابق مثمر تمخض عنه توقيع اتفاقية مشتركة لإنشاء “مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية” الذي شهد
النور واصبح واقعاً ملموساً عام 1983م، وقدم منذ ذلك الحين خدماته لعشرات الآلاف من طلبة العلم، والباحثين، والأفراد، وللعديد من الجهات المستفيدة الأخرى.
ومن المتوقع أن توفر العلاقة الرسمية التي تم إبرامها مع اليونسكو المزيد من الزخم لمؤسسة الملك فيصل الخيرية بما يثري تواجدها الجغرافي على المستوى الدولي، ويزيد من تأثيرها المجتمعي المتشعب عبر ركائزها الأساسية التي أنشئت خلال السنوات الأربع والأربعين الماضية لتصبح كيانات مستقلة مستدامة تحتل مكانتها المرموقة اللائقة بها في فترة وجيزة قياساً بعمر الزمن، وهي “جائزة الملك فيصل”، و”مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية”، و”مدارس الملك فيصل”، و”جامعة الفيصل”، و”جامعة عفت”.
وتعكس هذه العلاقة التعاونية بين مؤسسة الملك فيصل الخيرية ومنظمة اليونسكو جهود المملكة العربية السعودية وحكومة خادم الحرمين الشريفين نحو دعم المنظمات غير الحكومية المحلية وتشجيعها للمشاركة في الأنشطة التي تنظمها المنظمات غير الحكومية الأجنبية والإقليمية والدولية، والسعي لإقامة علاقات التعاون والشراكات معها.
وتؤسس هذه العلاقة التعاونية الرسمية بين “مؤسسة الملك فيصل الخيرية” و”منظمة اليونسكو” لشراكة حقيقية تتكاتف من خلالها الجهود في مختلف المجالات ذات الاختصاص المشترك لمواجهة كافة التحديات عبر التنسيق والتشاور، وتقاسم القدرات، والشروع في تنفيذ برامج التنمية الشاملة، وتعزيز معالم التغيير المستدام على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.