كوفيد – ١٩ فيروس غازي شل حياة البشر في كل مكان ووحد الخوف و الألم حول العالم ،يشن الكل حرباً ضد الغازي العنيد الذي نرى فعله ولا نراه يقف الجميع أمامه حائرين عاجزين ويمر العالم بوقت صعب وفترة حرجة وتجتهد دول العالم في التصدي للفيروس وتتخذ المزيد من الإجراءات الإحترازية لمنع تفشيه و تبذل جهوداً جبارةً لمكافحة العدوى والحد من انتشار الفيروس بالتوعية الصحية والكشف المبكر والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي لعل ذلك يكون سبباً في كبح جماح تمدد فيروس كوفيد – ١٩ (كورونا ) والذي جاء بدون سابق إنذار، قدر مباغت ليوقظ الغافلين من البشر ويذكرهم بعظمة الخالق ، ويؤكد رسالة مفادها أن قدرة الإنسان محدودة مهما بلغ من الثروة والقوة و العلم والتطور سوف يكون عاجز أمام قدرة الله ، ولكل أمة من الأمم تفسيراتها و طرقها في مواجهة الكارثة و التعامل مع الفيروس المهلك ، لكن الأمة المسلمة تختلف عن غيرها من الأمم في التعامل مع الوباء والكوارث الأمة المسلمة تؤمن وتعلم أن الأمر بقدر الله وعلمه وقدرته سبحانه وهو من يدبر الأمر ولا يحدث شيء في الكون بدون إذنه وأمره ، فالمسلم يتعامل مع البلاء من منطلق العقيدة الإسلامية الصحيحة والإيمان الصادق فالمسلم يدرك أن الله خلق البشر لعبادتهِ وعمارة الأرض وكلما ابتعد البشر عن عبادة ربهم وتخلوا عن تعاليم دينهم وغرتهم الحياة و النعم وطول الأمل ، ينزل الله بهم آيات إعجازه وسننه في الكون ويذكرهم بخالقهم فهذا الفيروس قدر إلهي شريط ميت عقيم متطفل لكن إذا تمكن من جسد الإنسان الضعيف تدُب الحياة فيه و يتحول إلى بلاء عظيم وداء مميت كائن مجهري قاتل(زونبي ) يصارعه العلماء كالنار يلتهم البشر فانتشار سريع ثم يعقبه حجر وعزل لا عيون له لكن سهامه قناصة لمن دنا ، يسلم منه من هجر رحب الحياة واستكن ، ترقب وخوف هلع فراق بكاء مرض وموت في كل مكان الكل سواسية ، بلاء عجيب غريب حرم البشر من الحلال المباح و منع البشر من الحرام المحرم!في البعد عنه السلامة وفي القرب منه الهلاك ،حكمة من رب الأرباب ومسبب الأسباب .
لعلها محنة تعقبها منحة وفرصة لمراجعة القلوب التائهة ،لعلها توبة للنفوس العاصية و درس لبني البشر،لا سعادة بدون عبادة الله ولا آمان بدون طاعة الله، لعلها فرصة بأن يستشعر البشر النعم و وشكر الإله المنعم ،لعلها صرخة في وجه القسوة والظلم والاضطهاد ،لعلها كارثة توحد الإنسان من أجل الإنسان فإن حدوث الإبتلاءات والكوارث والمصائب حكمة ربانية تحمل الإنسان المؤمن على النظر والتدبر في ما حوله وفي نفسه فتلك المحن اختبار وابتلاء يجدد الإنسان معها مراجعة نفسه وهي وسيلة للتغيير وسبباً ليكون الإنسان إلى الله أقرب ويستعين الإنسان عند وقوع البلاء بتقوى الله عز وجل وكثرة الدعاء والصلاة والصدقة وحسن الظن بالله و من إيجابيات الإبتلاءات أن يعود البشر بعد اجتيازها متعاونين على فعل الخير ومتحدين بفكر حكيم وقلب واعي وأمل جديد وبقدر الإحتساب و الصبر والجلد على البلاء يكن الجبر والعوض من الله فإن عظيم الجزاء مع عظم البلاء.
كوفيد – ١٩ فيروس خلقه الله وبأمر الله سوف يزول فالله رؤوف رحيم بخلقه ورحمهُ وسعت كل شيء وبأمرهِ وكرمه يرفع البلاء عن عباده ، الله الغني رب العلم والعلماء سيسخر أسبابه كي ينتصر ورثة الأنبياء على الفيروس ويعلن القضاء عليه و تعود بهجة الحياة لنا ونحن مستشعرين النعم ويلتقي الأحباب شوقاً وتعود الحياة إلى مساجدنا و شوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا و أسواقنا ،سوف نحتفي بتفاصيل حياتنا بحب وامتنان .