الزائر القاتل !

وباء كورونا أصبح جائحة غزا العالم فجأة واجتاحه بلا هوادة لم يسلم منهُ البشر في أقصى الأرض ولا أدناها هذا الفيروس في منتهى الصغر نشر الذعر بين البشر لا سلام ولا عناق قتل الأرواح بلا رحمة أوقف العمل و عطل المصانع و دمَّر الِاقتصاد الكل بسببه في نفير يوم بعد يوم ضحاياه في اِزدياد من أجلهِ لا طواف ولا صلاة في المساجد لا اجتماعات ولا أعراس و لا سفر ، يدفن ضحاياه بلا وداع بلا عزاء ولم يبقَ للمحبين سوى البكاء ورثاء و تأبين المحبوب، من أجلهِ تم إعلان النذير في كل مكان بسببه نزلت الجيوش إلى الشوارع معركة ضروس يقودها الإنسان من أجل البقاء مع الزائر القاتل يتنازل البشر عن كل شيء من الرفاهية الِاجتماعية من أجل الحياة والسلامة والعافية، رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي ينسب له القول بعد فشل بلاده في احتواء انتشار وباء كوروناوزيادة عدد الوفيات بشكل مفزع(لقد فقدنا السيطرة ، الوباء قتلنانفسياً وبدنياً وعقلياً، لم نعُد نعي ماذا سنفعل ، لقد انتهت جميع الحُلول على وجه الأرض ، الحل متروك للسماء ) ما أضعف البشر! رغم التطور العلمي والتكنولوجي والتقدم المذهل للطب يقف الإنسان عاجز أمام الأقدار المؤلمة ولله الأمر من قبل ومن بعد ، نعم الحل متروك لله رب السماء هومن خلق هذا الفيروس وأوجده من العدم وهذا الفيروس ماهو إلَّا جند من جنود الله فالله قادر على رفع الكرب والشدة وقادر على أن يهدي الإنسان لمنحة ربانية ترشده إلى ترياق هذاالوباء ،هل جاء هذا البلاء ليقرب البشرمن خالقهم؟ وليذكر العالم أجمع بأن البشر في مركب واحد والحياة الكريمة حقاً للجميع ؟وأن الأرض هبة الله للبشر ، الكل شركاء فيها في وقت الشدة والمحنة ومن باب أولى أن يكونوا شركاء في وقت النعم و الرخاء وأن ينبذ الإنسان الظلم والعنصرية والتفريق بين البشر على أساس ديني أو عرقي فهذا الفيروس عدو شرس لا يرى بالعين المجردة لكنه لايميز بين لون ولون ولا بين دين ودين ولا بين طائفة و طائفة و لا بين جنس وجنس ولا بين فقير وغني ولا بين جنسيةٍ وأخرى الكل سواسية والكل مستهدف.
المرض ابتلاء من الله والشفاء رحمة من الله و الحياة و الموت بأمر الله كل ما يحدث للإنسان مقدر له من الخالق عز وجل والرضا بالقضاء والقدر إيمان وعبادة ، قال تعالي :{ إنًمَا أمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} الآية (82) سورة يس .قال تعالي : { قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}الآية (51) سورة التوبة .
اللهم أنزل رحمتك ولطفك الخفي على الإنسان الضعيف في كل مكان فلنجدد الإيمان في القلوب والنفوس ونطلب التوبة والمغفرة من الله حتى ينكشف العذاب ونوثق الصلة بالله وننشر ثقافة التفاؤل وحسن الظن بالله والإيجابية فكل مر سيمر قال تعالى{ فإنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْراً* إنَّ مَعَ الْعُسِر يُسْراً}الآيات (5)، (6) سورة الشرح .
وإن هذه فترة استثنائية عابرة بإذن الله تتطلب التكاتف والتلاحم ، الجميع يواجه تحدياًصعباً لمجابهة خطر تفشي الوباء ، والقوى العظمى تتصارع لإيجاد العلاج في أسرع وقت لاحتواء هذا البلاء ، وأنَّ الواجب الوطني في الأزمات والمحن والشدائد يدعو كل مواطن ومواطنة ومقيم ومقيمة إلى توحيد الصفوف مع الجهات الرسمية في الدولة لمواجهة الأزمة وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية و التقيد بالإرشادات والتعليمات وأخذ الاحتياطات اللازمة و الإلتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى كون ذلك من أهم التوصيات لانحسار انتشار الوباء بين الناس بإذن الله وتجاوز الأزمة وانجلاء الغمة (اللهم ارحمنا واصرف عنا الوباء وقِنا شر ما قضيت).

 

زر الذهاب إلى الأعلى