التغيرات في المناخ تأتي على رأس قائمة الأزمات، والكوارث المتوقعة، ونحن لسنا بمنأى عن تلك الكوارث، والعالم يحتفي كل عام باليوم العالمي للحد من الكوارث والأزمات، والأمراض المعدية بهدف تعزيز التوعية، والاستعداد المبكر للحد منها، وحماية الأفراد والمجتمعات، والتخطيط لمعالجتها بشكل سليم.
ويعتبر المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية مؤسسة حيوية هامة تقوم بأعمالها وفق أحدث الأنظمة والتقنيات، حيث بإمكان المركز أن يدير أي أزمة بكفاءة، ومهنية راقية، وبمستوى تنسيق عالٍ بين كافة قطاعات وزارة الصحة، والقطاعات المعنية الأخرى، ويعد المركز من أهم المراكز لإدارة الأزمات والكوارث على مستوى المملكة.
وخلال زيارتنا للمركز الأسبوع الماضي مع مجموعة من الإعلاميين، وكتاب الرأي تم الاطلاع على الجهود المبذولة للحد من الأزمات والكوارث، وعدم انتشار الفيروسات، والأوبئة، والأمراض المعدية، والاستعدادات المبكرة لمواجهة المخاطر، حيث قال الدكتور جلال العويس، المشرف العام على إدارة الطوارئ بوزارة الصحة أن المركز يعتبر صمام أمان لصحة المواطن والمقيم.
كما أن المركز قد انطلق قبل أربعة أشهر، ويدار بكفاءات سعودية متخصصة، ويختص بمعالجة الأزمات، والكوارث والفيروسات، ويعمل المركز على رصد البلاغات من المستشفيات، والمطارات والوزارات، والمشاعر المقدسة، والمدارس والجامعات، وجمع البيانات، والمعلومات المتعلقة بالأزمات، وتقديم تصورات سريعة لحلها.
واستقبل المركز العام الماضي 4500 بلاغ، ويرتبط بـ 20 فرعاً تتبعها المستشفيات، والمنشآت الصحية في جميع أنحاء المملكة عبر منظومة تقنية، وبرامج web EOC، ووسائل اتصال هاتفية وأقمار صناعية، ويستقبل المركز البلاغات من إصابات الحوادث، والسيول والزلازل، والفيروسات والأوبئة والأمراض.
وأوضح الدكتور جلال أن المركز يعمل على مدار الساعة، من قبل فريق عمل سعودي يزيد عن 50 من الكوادر الوطنية المتخصصة، وعدد كبير من سيارات الإسعاف، والأدوية والمواد الطبية واستعدادات كبيرة من جميع مستشفيات وزارة الصحة، ومستشفيات القطاعات العسكرية، والجامعية والقطاع الخاص.
وأكد أن المملكة خالية من فيروس كورونا، وأن الوزارة لديها خطط متكاملة للطوارئ، واستعداد لمواجهة المخاطر الصحية، وأنها على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية، والوضع الصحي لا يدعو للقلق، والوزارة تتابع، وتقوم بتوعية المواطنين، والرد على استفساراتهم، وهو جهد غير عادي واستثنائي يشكرون عليه.
ونشيد بالمركز، حيث يعتبر المركز فخرا لكل سعودي، لأن ما شاهدناه أثناء الزيارة من أعمال جبارة تثلج الصدر، وما حققه من أهداف، وتوحيد لجهود وزارة الصحة مع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة، واستعدادات لمعالجة الأزمات، والكوارث قبل حدوثها، أو انتشارها بأقل جهد ووقت، وتأمين بيئة وطنية سليمة.
لقد سررت كثيراً بما يقدمه المركز من خدمات جليلة تستحق الإعجاب والفخر، فشكرا لمعالي الدكتور توفيق الربيعه، والمشرفين على المركز الدكتور جلال العويس، والأستاذ مشعل الربيعان ولجميع فريق العمل على خدماتهم التي تواكب التطور الصحي للمملكة في ظل الرؤية 2030م وتوجيهات الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله