من مدينة الرياض ومن سط أكبر صحاري العالم وفي ظل ثقافة القهوة العربية المتجذرة، تبع مجموعة من الشباب شغفهم بالقهوة المختصة وفنونها وأدواتها عازمين بذلك مواجهة الكثير من التحديات المادية والاجتماعية، واجتياز عائق عدم وجود مراجع تعليمية متخصصة في هذا المجال حتى وصلوا للعالمية.
القهوة المختصة لا تقتصر على نوع بن معين أو طريقة صنع محددة، القهوة المختصة عبارة عن منظومة متكاملة تبدا من تحديد التربة المناسبة والبيئة الخصبة لشجرة البن إلى درجات الطحن المختلفة حسب نوع المشروب المطلوب أو الاداة المستخدمة، وتتضمن هذه الرحلة الاهتمام بجودة حياة المزارع وقطف كرزات البن واختيار الطريقة المثلى لمعالجتها من بين التجفيف او الغسيل، وبالرغم من صعوبة كل الخطوات السابقة، نجحت مجموعة من الشباب السعودي في تحويل شغفهم بالقهوة المختصة إلى عمل يدر عليهم أرباح كبيرة ويخلق فرص وظيفية تساعد على تنمية المجتمع ونشر ثقافة القهوة المختصة فيه.
ولم تكن رحلتهم سهلة وميسرة في ظل التحديات الاقتصادية عمومًا والاجتماعية خصوصًا، فأن تصبح ليس فقط صانع قهوة محترف بل مقيّم جودة قهوة معتمد في مجتمع يهتم بالشهادات الاكاديمية والعمل المكتبي أمر صعب وتحدي كبير.
أحد هؤلاء الشجعان عبدالعزيز العجلان محكم قهوة عالمي معتمد و واحد من أول خمسة مقيّمين جودة قهوة معتمد في المملكة العربية السعودية. فبعد رحلة طويلة وشاقة من التعليم الذاتي امتدت قرابة خمس سنوات تمكن أخيرا من الحصول على الشهادات معتمدة تمكنه من التعليم والتدريب في مجال الباريستا وتمكنه أيضا من التحكيم في المسابقات المحلية والعالمية. واجه عبدالعزيز في البداية الكثير من التحديات والتنمر خصوصا بأنه لا يملك نشاط تجاري خاص بالقهوة بالإضافة إلى احتياجه للعمل في مكان متخصص حتى يمتلك الخبرة الكافية. ولكن بالرغم من كل هذه العقبات تمكن من تحويل حساباته في مواقع التوصل إلى وسائل تعليمة لكل محب للقهوة كما تمكن أن يصنع لنفسه أسم في عالم الجميلة السوداء.