السياحة والترفية

كهوف الصمان

عرفت حضارات الشرق الأوسط والجزيرة العربية منذ وقت طويل المغارات والكهوف التي غدت جزءاً من تراثها، وأيضاً أساطيرها، حيث تنتشر في مناطق متعددة في المملكة العربية السعودية،

كانت رحلتنا يوم الجمعة الماضي للصمان شمال شرق مدينة الرياض لاكتشاف هذه الكهوف وبالتحديد كهف الفندق وكهف الطحالب، فقد تميزت أرض الصمان بكثرة الكهوف (دحول) والتجاويف الارضية لطبيعتها الصخرية إضافة الى إكتساء الكثير من مناطقها بحلة خضراء من مختلف الاعشاب والزهور البرية وخاصة بعد هطول الأمطار.

الدحول أو الغيران، هي فجوات أو تجاويف جبلية أو أرضية، وتأخذ أشكالا مختلفة، تكونت تلك الكهوف نتيجة عوامل جيولوجية متعددة، ويقدر عددها بالآلاف، غير أن المكتشف منها حتى الآن ٣٠٠ كهف.

تعّد زيارة الكهوف هوايةً محببة للمغامرين الذين لا يهابون الأماكن الضيقة والمرتفعات والظلام الدامس والحشرات، تم الاستعداد في المخيم وبتوفير الادوات الخاصة بالسلامة مثل الخوذة لحماية الرأس وما يلزم لحماية الركبتين والذراعين والكفين. ايضا وجود الكشافات للأنارة وحبل النجاة داخل الكهف. كما أستخدم سلم متنقل للمساعدة للدخول وللخروج من الدحل.
انقسمت المجموعة من منظمين ومرشدين ومغامرين ومحبي الهايكينق الى فريقين ليكون دخول الكهف بالتبادل، وتم الدخول على مجموعات في كل فريق نظراً لاستيعاب الكهف المحدود بعدد معين.

تم الدخول لدَّحل الطحالب عن طريق فتحة طبيعية أو تجويف في باطن الأرض يتسع لدخول إنسان، ومن تجويف صغير واحد يستطيع الداخل الجلوس أو الوقوف به حتى العديد من التجاويف المتشابكة وغير المتشابكة الصغيرة والكبيرة وترى مئات الامتار من الممرات المتصلة وغير المتصلة والمتعرجة وقد تضيق بحيث لا يستطيع الدخول بها إلا زحفا.
أما كهف الفندق فكان الدخول له أسهل لكبر فتحة الدخول .

وأشار الأستاذ/ محمود الشنطي من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بأن الدحول أو كهوف الصمان تكونت بواسطة إذابة الصخور الجيرية بفعل التحرك البطيء للمياه الجوفية خلال المفاصل ومستوى التطبق حيث تذيب الصخور لتكوين الممرات والتجاويف ومشكلة الهوابط والصواعد.

وأن الكهوف تمتاز بالتكوينات الجمالية الرائعة التي تكونت خلال آلاف السنين، مبيناً أنها حساسة وسهلة التكسر ولا يمكن تكونها مرة أخرى في حالة تلفها أو تدميرها، مؤكداً أن هذه المكونات الطبيعية لا تقدر بثمن ومشدداً على أهمية رفع مستوى الوعي للمحافظة عليها.

وأشار الشنطي إلى أهمية كهوف الصمان لاحتوائها على متكونات كلسية مختلفة الأشكال والأحجام، عاداً إياها ثروة اقتصادية وطنية لمعرفة التاريخ الجيولوجي والطبيعي للجزيرة العربية، إضافة إلى اعتبارها مزاراً سياحياً، وموقعاً لعمل البحوث العلمية المختلفة.

كما بيّن أن عمر هذه الكهوف يتراوح ما بين 55 – 65 مليون سنة، مشدداً على أهمية الكهوف كونها تكونت عبر آلاف السنين وفي ظروف مناخية خاصة، ولا يمكن إعادة تكوينها لتغير الظروف المناخية.

نصائح ضرورية عند زيارتك للكهوف أو المغارات:
– الزيارة الجماعية: يفضل الذهاب إلى الكهوف ضمن جماعات لا يقل تعدادها عن شخصين، حتى وإن كنت تتمتّع بخبرة في هذا المجال، فقد تحدث إصابات، الأمر الذي يتطلب بقاء أشخاص مع المصاب، وذهاب آخرين طلباً للمساعدة.

– عليك بارتداء خوذة مزوّدة بضوء، واحرص على استخدام بطاريات جديدة، مع جلب مصدرين إضافيين للضوء ببطاريات جديدة، فإضاءة الجوال قد تكون عديم الفائدة في أعماق الكهوف المظلمة.

– ارتداء بنطال وقميص بأكمام طويلة، فمعظم الكهوف تكون باردةً في أغلب الأحيان، كما أن اعتماد هذا النمط من الملابس يقي من الجروح التي قد تنجم عن زوايا الأحجار الحادة.

– عليك باستخدام واقيات للركبة واليدين، بالإضافة إلى قفازات.

– ابتعد عن الأحذية التي تكون مفتوحة من القسم الأمامي أو تلك المسطحة الزحّافة.

– من الضروري إحضار كمية من الطعام والماء وحقيبة للإسعافات الأولية.

– يتوه كثير من مكتشفي الكهوف المبتدئين نظراً لأن الكهوف تبدو على نحو مختلف في الاتجاه المقابل، وهو ما يجعل هؤلاء غير قادرين على التعرّف على المدخل الذي جاؤوا منه.

– انظر بين الفينة والأخرى خلفك، واحفظ المشهد في ذاكرتك، للرجوع إليها إذا ضللت طريقك، ويمكنك أيضاً لتحديد المسار الذي سلكته استعمال شريط ملوّن عاكس دون أن تنسى التقاطه قبل مغادرتك للكهف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
View more on Snapchat