أخر الأخبار

انتبه.. قد تتوقف بوصلتك وانت في مهرجان ينبع التراثي ..!

ما عشنا زمنهم الا في الصور وبعض القصص وروايات الاساطير ، تلك الساعة التي تلبس في العنق والرحاة وادوات استخراج الماء ومصنوعات السعف كانت تجذبنا اليها افلام الكرتون التي تجسد لنا حياة الاجداد في الطبيعة والبادية في بعض من مسلسلاتها.
الا ان مهرجان ينبع التراثي بالمنطقة التاريخية والذي انطلق في الثالث من شهر ذي الحجة الجاري جمع لنا شيئا من تلك التراثيات القديمة التي صنعتها ايادي الاجداد بحب وشغف لتعمل وتجلب الرزق وتعيش بينهم عزيزة وحتما ستضيع بوصلتك من اين تبدأ ومن اين تنتهي هل من سوق الحرف ام حرف ينبع النخل ام من فتيات ينبع المبدعات في الرسم والنحت ام مسرح الطفل.
لكنك ستقف حتما وستبدأ من ذاك الركن الذي يأخذ موضعا مميزا في ساحة المنطقة التاريخية ويضم العديد من الحرف والادوات والقطع التراثية القديمة ،انه ركن تراث ينبع النخل ركن الاجداد وعبق الماضي والزمن الجميل.
التقيناه في ركن حرف من ينبع النخل بالعم سالم الذبياني الذي يرتحل بتراث ينبع النخل اينما حلت فعالية او مهرجان ليعرف ويعلم الاجيال الجديدة بتراث قديم كاد ان يندثر لولا اجتهادات الاهالي واجتهاده الشخصي في احيائه بمشاركته في جميع المحافل والمناسبات داخل المحافظة وخارجها، يحدثنا عن بعض محتويات الركن
يقول ان الركن يضم العديد من القطع التراثية القديمة التي اندثرت صناعتها فمثلا الشنة والمجلاد اللذين يحفظ فيهما التمر وأزيار الفخار التي تستخدم قديما لتبريد الماء وتنقيته وهناك الكثير والمزيد من تلك التراثيات الفريدة .
ماء العرن الاحمر هو ماء عادي يضاف اليه عرق العرن والذي يؤخذ من بعض الاشجار بجبال رضوى يطبخ على النار لفترة وبعد ان يبرد ويوضع في الماء والذي يحفظ في قربة الجلد.
يقول العم سالم الذبياني مؤسس ركن تراث ينبع النخل ان لون الماء يصبح احمر وله فوائد كثيرة لجدار المعدة ويعالج بعض امراض الجهاز الهضمي وكان يستخدم قديما كعلاج.
جذبتنا قطعة مصنوعة من سعف النخل من الخارج وفي مقدمتها اعواد من مقدمة السعف ذاته ، الامر يوحي بالغرابه ياعم سالم ماهذه القطعة حدثنا عنها.
يقول انها الشنة وهي تصنع من جلد الغنم بعد أن يغسل ويجفف ومن ثم يبلل بالماء ليصبح مرنًا ليوضع بداخلها التمر، أيضًا بعد أن يغسل وينشر، مع الحرص أولاً عند ذبح الشاة وسلخ جلدها عدم إصابته بأي قطع حتى يكون سليمًا ويحفظ التمر بداخله.

ويضيف بعد أن يوضع التمر بداخل الجلد يغلق بشوك من جريد النخل ويتم غلق الفتحة جيدًا بذلك الشوك، ومن ثم تعرض في الشمس لمدة أسبوع أو أسبوعين أو شهر حتى ينزل «الدبس» وهو مثل العسل خلاصة التمر ليحفظ بعد ذلك التمر داخل تلك الشنة لمدة عام أو ستة أشهر.

وبعد أن تفتح الشنة بعد تلك الفترة يؤخذ التمر للأكل ويكون بنفس حالته الطبيعية التي وضعت به بل ويأخذ نكهة زكية وتوضع أحيانًا بودرة نبات «القوزر» بعد أن يطحن لتضيف إليه نكهة مميزة وطعمًا لذيذًا.

ويمضي العم سالم، في سرد تفاصيل تلك «الشنة» ويقول: «إن ابتكار آبائنا وأجدادنا لتلك الشنة هو كوسيلة لحفظ التمر، حيث إنهم لم يعرفوا الثلاجة في ذلك الوقت لحفظ التمر الذي هو مهنتهم، إِذ يزرعون النخل الذي اشتهرت به ينبع النخل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى