أخر الأخبار

مشاريع توطين صناعة منتجات توفير الطاقة في المملكة على طاولة خبراء مؤتمر الجبيل

شهدت جلسات مؤتمر الجبيل الثاني لإدارة الطاقة الذي تواصلت جلساته يوم الثلاثاء الماضي بمركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية طرح العديد من الرؤى والتطبيقات النوعية التي تساهم في رفع كفاءة استهلاك الطاقة في المملكة على كافة المستويات ، حيث كشف عدد من الخبراء والمتحدثين عن وجود مشاريع مستقبلية ضخمة في مجال الطاقة بالمملكة مؤكدين الدور الهام الذي ستلعبه في خفض استهلاك الطاقة وبالتالي رفع كفاءة الانفاق الحكومي والتجاري .

‏حيث أكد الرئيس التنفيذي لشركة المتحدة الخليجية لإدارة الاستثمار والاستشارات وعضو اللجنة الوطنية للصناعة الدكتور محمد الخالدي أن المملكة في طريقها لتنفيذ مشاريع هامة فيما يتعلق بالطاقة من أبرزها توطين صناعة إضاءات LED وكذلك البدء في تحويل الاضاءات إلى LED ، مشيراً إلى أن مشروع التحول سيوفر ما يقارب 85% من الطاقة في المملكة الا أنه لايزال في مراحله الأولية حيث يستهدف حالياً القطاع الصناعي لأنه أكثر القطاعات استهلاكاً للطاقة.

‏وحول توطين صناعة أضواء LED قال ان المملكة مؤهلة وبقوة للمنافسة في هذه الصناعة حيث يوجد فيها أفضل مصنع متكامل على مستوى العالم في استخراج الالمونيوم كمادة أولية في صناعة أضواء LED وصولاً إلى الإنتاج.

‏فيما تحدث المدير العام للجمعية السعودية للطاقة المتجددة المهندس عبدالله السبيعي عن مشروعين حديثين للطاقة في سكاكا ودومة الجندل لاستثمار سرعة الرياح في منطقة الجوف في انتاج الكهرباء واستعرض خلال حديثه دراسة عملية حول المزج بين الطاقة الأحفورية والطاقة المتجددة ، مؤكداً أن استخدام الطاقة المتجددة في المملكة يشكل 20% من الطاقة في الوقت الحالي وستصل إلى 40% بحلول 2030 .

‏جاء ذلك على هامش جلسات المؤتمر الذي تناول خلال جلسته الأولى العديد من الملفات الهامة في الطاقة حيث ناقشت الدكتورة رانيا عثمان رئيسة قسم التصميم الداخلي بكلية الجبيل الجامعية موضوع تحسين كفاءة الطاقة في المباني من خلال السياسات والأساليب الفنية ، مستعرضه مقترح للتقليل من صرف الكهرباء في المباني باستخدام أساليب داعمة لخفض الاستهلاك كعزل المبنى حرارياً للوصول لأقل نسبة تبريد ممكنة ، وتغذية الأجزاء الباقية بواسطة طاقة متجددة عبر خلايا شمسية تضاف إلى رفوف المبنى للوصول لأقل تكلفة ممكنة ، ووصل البحث إلى تقليل صرف الطاقة بنسبة 32%..

‏وأكدت الدكتورة رانيا أن خطوات تطبيق البحث بدأت بالتعاون مع الإدارة الهندسية بالهيئة الملكية بالجبيل لتطبيقه على إحدى الروضات ، للوصول إلى صفر في تكلفة طاقة من المدفوعات ، موضحه أن مباني الجبيل الصناعية معاييرها في العزل الحراري والاضاءة متقدمة كثيراً عن بقية المناطق، مما ساعد في تقليل صرف الطاقة.

‏فيما تناولت الدكتورة أسماء العنتري من كلية الجبيل الجامعية موضوع المعالجات الايجابية في المباني الشعبية بالمنطقة الجنوبية ، وأكدت أن لكل منطقة من مناطق المملكة صفات معينة تكون فيها المباني مصممة على أساس المناخ والحرارة ، وتم خلال الجلسة التركيز على المعالجات الحرارية ومعالجات المناخ ومعالجات المباني لتوفير الطاقة ، واستدامة المباني من خلال استخدام المصادر الحالية دون الضرر بأجيال المستقبل.

‏وأشارت إلى أن المنطقة الجنوبية من المملكة وما تمتاز به من مناخ معتدل إلى بارد يساهم بشكل مباشر في تحقيق الاستدامة حيث يصل عمر بعض المباني فيها إلى 350 سنة ، ويعمل ذلك على تخفض درجات الحرارية بالطريقة المثلى بنسبة 60 إلى 80 % في حال استخدم كل المعالجات في مرحلة التصميم ، مما سيساهم في تقليل الطاقة بنسبة 20%، مؤكدة أن المباني السكنية التي يتم بنائها من قبل الأهالي في المنطقة الجنوبية بناء على احتياجاتهم تكون الاحتياجات الحرارية فيها مقللة للطاقة إلى 80%.

‏فيما استعرض محمد غازي مدير الأصول في شركة مرافق كيفية تجهيز الأنظمة للمدن وزيادة كفاءة شبكات الطاقة ، إضافة إلى زيادة المرونة في الشبكات التي توصل الكهرباء للمدن ، مضيفاً أن حوادث القرصنة على شبكات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية تكلف قرابة 243 مليار دولار وتصل حتى تريليون دولار، وأفاد بأن خبراء الأمن السيبراني في 2017 أكدوا أن هذه الفايروسات يمكن أن ينتج عنها ضرر كبير على المنشآت والأفراد ، حيث يبلغ التأثير المالي لهذه الهجمات 3 تريليون في عام ، ويمكن أن ترتفع إلى 6 تريليون في حلول 2021.

‏وأضاف أن الهجمات الالكترونية تستهدف المباني الحكومية ومحطات الطاقة وقطاع الاتصالات، مستعرضاً دراسة لمعهد الامن السيبراني يؤكد فيها أن 64% من الشبكات في المملكة تنقصها السياسات الواضحة فيما يتعلق بحماية تلك المنشآت ، داعياً لتهيئة المباني الحكومية ضد تلك الهجمات.

‏عقب ذلك تحدث المهندس فايز الحربي واستعرض تجربة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس في الزام شركات الأجهزة الكهربائية بوضع بطاقة كفاءة الطاقة وكيفية تأثير ذلك في رفع وعي المستهلك بقدر الطاقة المهدرة من كل نوع من أنواع الأجهزة وكذلك دور الهيئة في تحفيز الشركات لرفع جودة منتجاتها حتى تتجنب الحصول على تصنيف قد يؤثر على مبيعاتها بشكل مباشر من خلال وعي المستهلك بأهمية توفير الطاقة من خلال اختيار اجهزة ذات جودة أفضل من حيث استهلاك الطاقة.

‏من جانبه تحدث المهندس محمد وظائفي من شركة أرامكو السعودية عن أهمية مقياس الحرارة الذكي ودوره في كفاءة استهلاك الطاقة وتناول تجربة أرامكو في تطبيق الجهاز في بعض مساجدها ومبانيها مؤكداً الدور الذي يلعبه الجهاز في خفض الاستهلاك ورفع كفاءة الطاقة , داعياً لتعميم هذه التجربة على مستوى المملكة لما لها من فوائد عديدة مميزة ، عقب ذلك تحدث الفرد والتر الرئيس التنفيذي في شركة ساب انجنيرز خلال ورقته عن نظام التخزين البارد ودوره في رفع كفاءة الطاقة.

‏فيما تحدث المهندس تميم الجاسر مدير تطوير الاعمال شركة زجاج جارديان عن فوائد استخدام الزجاج العازل على مستوى المملكة ودوره في توفير الطاقة في المباني السكنية والتجارية ، كما استعرض تقنية جديدة في صناعة الزجاج تتمثل في وضع طبقتين من الفضة توضع على الزجاج من خلال الطلاء وهي توفر الطاقة للمباني بمتوسط 35% ، مشيراً إلى انه تم استخدام هذه التقنية في العديد من المباني العالمية كبرج خليفة وبرج جده الجديد بالإضافة الى المجمع السكني الجديد لشركة أرامكو السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى