زبيدة حمادنة
أصدرت شركة HP (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز:HPQ) اليوم النسخة الثالثة من مؤشر علاقات العمل (WRI)، وهو دراسة عالمية شاملة حول كيفية شعور الناس بعلاقتهم مع العمل بما في ذلك الموظفين في المملكة العربية السعودية.
تكشف نتائج هذا العام أن الإشباع الوظيفي وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية. إذ أفاد 20% فقط من العاملين في مجالات المعرفة بأن لديهم علاقة صحية مع العمل، بانخفاض قدره 8 نقاط مقارنة بعام 2024. أما نتائج السعودية فتروي قصة أكثر تفصيلًا: حيث أبلغ ثلث موظفي المعرفة في المملكة عن علاقة صحية مع العمل، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 20 %.سُجِّل أكبر تراجع بين قادة الأعمال، مما يسلط الضوء على أزمة في التواصل والثقة على أعلى المستويات. ومع ذلك، يكشف المؤشر أن 85% من العوامل المؤثرة في الإشباع الوظيفي تقع تحت سيطرة المؤسسات نفسها، مما يمثل فرصة مهمة أمام الشركات لقيادة التغيير وبناء علاقات عمل أقوى.
على سبيل المثال، يقول 44% فقط من الموظفين في مجال المعرفة إن عملهم يمنحهم إحساسًا بالغاية، بينما يشعر 39% فقط أنهم يحصلون على التقدير الكافي لمساهماتهم. وهذه قضايا قابلة للحل وستكون حاسمة مع سعي الشركات نحو تبني مستقبل أكثر إشباعًا للعمل. وفي الوقت ذاته، يواجه الموظفون في السعودية تحديات متزايدة: إذ مر 7 من كل 10 بتغييرات في بيئة العمل خلال العام الماضي — من قرارات التسريح إلى العودة الإلزامية إلى المكاتب — بينما يرى ما يقارب نصفهم (49%) أن الأرباح تأتي على حساب الموظفين.
العمل لم يعد بالشكل المعتاد
يُظهر مؤشر علاقات العمل لعام 2025 أن الموظفين يواجهون ضغوطًا متزايدة، حيث أبلغ الكثير منهم عن ارتفاع في التوقعات والشعور بالانفصال عن بيئات عملهم. أكثر من 6 من كل 10موظفين مكتبيين يقولون إن توقعات شركاتهم زادت خلال العام الماضي، فيما يرى نحو نصفهم أن الشركات تضع الأرباح قبل الأشخاص.
2 / 3
ومع ذلك، تكشف النتائج أيضًا عن فرصة حقيقة للتغيير؛ إذ يمكن للمؤسسات إعادة تشكيل تجربة الموظف من خلال قيادة أقوى، وتقدير أوضح، ومرونة أكبر، وتوفير الأدوات التقنية الصحيحة. ومن خلال التحرك الآن، يمكن للمؤسسات تحويل تحديات اليوم إلى أساس لبناء علاقات عمل أكثر صحة وإشباعًا.
الإشباع يقود النمو
تؤكد الأبحاث أن الموظفين الذين يشعرون بالإشباع لا يكونون أكثر سعادة فحسب، بل هم أيضًا أكثر احتمالًا لدفع نتائج إيجابية لمؤسساتهم. الموظفون في بيئة عمل صحية ومتوازنة أكثر احتمالًا بثلاثة أضعاف للارتباط بزملائهم، وتحقيق توازن بين العمل والحياة، والمساهمة في نمو الأعمال.
الذكاء الاصطناعي كعامل تمكين
يُظهر المؤشر أيضًا الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجربة العمل. إذ يستخدم 4 من كل 10 موظفي معرفة الذكاء الاصطناعي يوميًا، والذين يحصلون على أدوات توفرها شركاتهم أكثر احتمالًا بمرتين للإبلاغ عن علاقة صحية مع العمل. وفي السعودية، يستخدم 34% من الموظفين أدوات الذكاء الاصطناعي التي توفرها شركاتهم بشكل يومي، وهو ما يؤكد أهمية إتاحة الوصول إلى التقنية للجميع لتحقيق مستويات أعلى من الإشباع.
لكن الفجوات لا تزال قائمة: 21% فقط من الموظفين في مجال المعرفة يعتبرون أنفسهم بارعين في استخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 56% من صناع قرار تقنية المعلومات. وتؤكد النتائج أن الشركات التي تعمم إتاحة أدوات وتدريب الذكاء الاصطناعي تحقق مكاسب ملموسة في التفاؤل والإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين.
الجيل الجديد يقود المستقبل
يركّز قادة الأعمال بشكل متزايد، وكذلك مؤشر هذا العام، على التأثير المباشر للمهنيين الشباب. إذ يشكل جيل زد والجيل الألفي الآن غالبية القوى العاملة العالمية، ويعيدون تشكيل بيئة العمل بتوقعات جديدة. وفي السعودية، يعيد الجيل الشاب تشكيل هذه التوقعات أيضًا. فبحلول نهاية عام 2025، سيمثل جيل زد 28% من القوى العاملة في المملكة (مقابل 27% عالميًا)، لترتفع النسبة إلى 32%
· بحلول عام 2030 سيكون 51% من موظفي جيل زد قد أبلغوا عن امتلاكهم عملاً إضافيًا أو مشروعًا جانبيًا.
· 4 من كل 5 موظفين من جيل زد عالميًا — و8 من كل 10 في السعودية — مستعدون للتخلي عن جزء من رواتبهم مقابل مزيد من المرونة والاستقلالية. وتقود الأجيال الشابة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطالب بقيادة قائمة على القيم والغاية، وتترك الشركات التي تفشل في مواكبة هذه التغيرات.
“أصبح الإشباع الوظيفي اليوم عنصرًا أساسيًا يميز الشركات السعودية. وبينما أفاد ثلث موظفي المعرفة بعلاقة صحية مع العمل — وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي — ما زالت هناك فجوات في التقدير والمرونة والدعم. ومع تقدم المملكة في تحقيق رؤية 2030، يجب على القادة وضع الإنسان في صميم الاستراتيجيات والاستثمار في التقنيات المُمكِّنة. ويقود جيل زد هذا التحول بتوقعات جديدة للمعنى والمرونة والابتكار، فيما تلتزم شركة HP بدعم المؤسسات لبناء بيئات عمل أكثر صحة واستدامة للمستقبل.”