اتحاد زمان يعود

إلى الجولات الأخيرة كانت المنافسة شرسة وقوية لحسم دوري روشن ، لم يكن (النصر) منافساً عادياً بنجومه وجماهيره وطموحه.

نعم. كان بالإمكان أفضل مما كان من حيث التنظيم والعمل الإداري فالتجاوب مع الضغوطات كان خطأ استراتيجياً من إدارة النصر، ومن أهم الأخطاء تغيير المدرب الفرنسي (جارسيا )

الذي كان يقدم عملاً فنياً مميزاً ،  وكذلك الإصابات التي لحقت بالفريق خاصة على مستوى اللاعب الأجنبي ، والأصعب كذلك التغيير المستمر في العناصر من مباراة إلى أخرى بسبب تلك الضغوطات ولوجود عدد من اللاعبين متقاربي المستوى ، على كل حال هذه منافسات كرة القدم.

(وخيرها في غيره) لكنه درس في أن الصبر والاستقرار العناصري والفني يخلق الانسجام والتفاهم لتنفيذ المطلوب على أرض الميدان. 

في الجانب الآخر (الاتحاد) أستحق البطولة بجدارة، واثبت علو كعبه على كافة المنافسين ، حيث استمر في المنحنى التصاعدي للوصول للقمة المستحقة. 

من أهم نقاط القوة :

الاستقرار الإداري والعمل بهدوء بعيداً عن المشاحنات والضغوطات التي يمارسها الإعلام وبعض الجماهير المحبة. 

الاختيار الموفق للمدرب (نونو سانتو) صاحب الخبرة والتجربة الطويلة.

الذي بدأ بتغيير العقلية وانتهج الواقعية، وأجبر اللاعبين على الانضباط التكتيكي والبعد عن الاندفاع العشوائي والحماس غير المنضبط. والتأكيد على الواجبات والمهام الفنية والأدوار المرسومة التي أكد عليها حسب إمكانات وقدرات اللاعبين.

لم يتعود لاعبوا الاتحاد وحتى الجماهير العاشقة على هذا الأسلوب الذي يقيد اللاعبين بضوابط وواجبات جماعية فيها الكثير من التعقل وعدم المبالغة واللعب بالحماسة والتحدي ونسيان الدور المرسوم والمهام المحددة. 

هذا الضبط والانضباط ساعد الاتحاد على التوازن والاستمرارية في العطاء، حتى تحقق الإنجاز التاريخي. 

تَذمر كثير من الإعلاميين والمحبين من طريقة ومنهجية المدرب في بداية الموسم لدرجة المطالبة بإلغاء عقده تحت ذريعة أنه يقزم الاتحاد الفريق الهجومي الاندفاعي الممتع. 

لكنه راهن على الواقعية، وراهن على انضباط عناصر الفريق. 

بالتأكيد أن هذا يحسب كذلك للإدارة في دعم المدرب وعدم السماع للأصوات المحبة البعيدة عن التدريبات والمعسكرات وخطة المدرب العبقري وعمله الميداني والنظري. 

نبارك للاتحاد تحقيق البطولة الكبيرة بعد منافسة شرسة وسباق محموم إلى آخر الجولات مع تقارب المستويات من كافة الأندية.

وهو تأكيد للنقلة الفنية لدورينا الذي لازال يحتاج لمزيد من العمل والتصحيح ، والتحسين في ظل هذا الدعم والشغف الجماهيري. 

وإن شاء الله نتحدث في مقال قادم عن هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى