الخطاط عثمان طه
والذي لا يعلم الكثيرون عنه شيئًا، رغم أن اسمه موجود في آخر صفحة في جميع مصاحف مطبعة الملك فهد
عند الحديث عن أكبر خطاطّي العالم العربيّ، وعن أهم من كرَّس قلمه في سبيل الله، وفي سبيل كتابه العزيز، لا بدَّ أن يأتي الحديث عن عثمان طه، وهو الخطاط الأول الذي شغل بسمعته الآفاق، فقد وُلد عثمان طه في مدينة حلب السورية، في قرية يُقال لها صندي التركمانية، وقد شاء له القدر أن يولد في عائلة متدينة، فقد كان والده هو الشيخ عبد حسين طه، وقد كان في وقتها شيخ كتّاب البلد، وإمام المسجد وخطيبه، فورث عن والده الكثير من الذكاء والحكمة وأخذ عنه خط الرقعة الجميل الذي أبدع به في بدايات حياته.
درس الإبتدائية والإعدادية ومن ثمَّ الثانوية في حلب، ومن أهمِّ ما يُذكر عند تقديم نبذة عن الخطاط عثمان طه، أنّه عند دراسته الجامعة انتقل إلى مدينة دمشق ليكون خريجًا من قسم الشريعة في جامعة دمشق، ولم يكتف عند ذلك القدر فقد أكمل دراسته في الدبلوم لينال شهادته في عام 1965م، واعتنى فيما بعد بمسألة الخط التي أحبها، فكان يلتقي بخطاط بلاد الشام وهو محمد بدوي الديراني فأخذ عنه خط النسخ وخط الثلث، وكانت له لقاءات عديدة مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي، وتابع حلمه ليحصل على شهادة في الخط من خطاط العالم الإسلاميّ
فقد كانت تجربة الخطاط السوريّ عثمان طه في كتابة المصحف الشريف فريدة من نوعها، فقد كتب في دمشق المصحف لأول مرة في عام 1970م، وكان ذلك المصحف لوزارة الأوقاف السورية، ومن ثمَّ انتقل إلى المملكة العربية السعودية، ليُعيَّن خطاطًا معتمدًا في مجمع الملك فهد للطباعة وقال عن طباعه
الكمبيوتر جهاز عجيب واختراع عملاق يحتاج إليه كل إنسان مثقف، فهو في الحقيقة معجزة القرن العشرين. آلة صماء كالمرآة يعكس ما يوضع فيه، ولكن لا نستطيع أن نقول: إن الكمبيوتر حلَّ محل الخطاط، لأن الخطاط هو المبدع، كما أن الكمبيوتر يعتمد على تركيب الأحرف، وتركيب الأحرف يعتمد على الخط الأفقي، وهذه تقلل من جمال الخط، وأفضل طريقة لكتابة القرآن الكريم هي الخط اليدوي، حيث إنه متماسك ومتناسق وله رونقه وروعته وجماله ولا يستغنى عنه وقال
اختيار أدوات الكتابة كالورق الجيد والحبر الأسود والقلم المناسب، زخرفة الصفحة المعدة للكتابة والتسطير والترقيم ويكون حجم الصفحة (70 ×100) لكل المصاحف وكل صفحة مؤلفة من 15 سطراً
تستغرق كتابة نسخة من المصحف الشريف
في حدود سنتين ونصف السنة تقريباً مع التصحيح المستمر المرافق للكتابة وقال
يمكن البدء بالكتابة إلا وأنا على طهارة، ولا أخالط الناس كثيراً كي يبقى ذهني صافياً، ولا أقع في الخطأ لأن الخطأ في القرآن مرفوض. أما شعوري أثناء الكتابة فأنا أرى نفسي في عالم الآيات الكريمات أقتبس منها علماً وأسمو بها روحاً، عالم غير عالم الناس المنشغلين في الحياة اليومية، آيات تبشر وآيات تنذر، قصص رائعات كقصص الأنبياء الكرام وقصص الأقوام البائدة، لا أشعر بمرور الوقت ولا أنتبه لما يجري حولي ء ودوماً أدعو الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم. ء ودوماً أدعو الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم. ء ودوماً أدعو الله أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم.
كتب الخطاط عثمان طه بخط يده لمجمع الملك فهد. حيث خط المصحف أكثر من ١٣ مرة بالمجمع، وأمتع العالم بجمال خطه وإتقانه وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة، وُزعت على مختلف دول ، وتميز بحرصه وتفانيه في خدمة القرآن الكريم، وتجاوز عمره ٨٥ عامًا. الجدير بالذكر أن في المدينة المنورة هو أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف. وهو أحد المعالم المشرقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم. وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للمجمع عام 1403 هـ وافتتحه عام 1405 هـ. وتبلغ طاقة المجمع الإنتاجية 18 مليون نسخة سنويا موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ لعلوم القرآن وغيرها، وقد أنتج أكثر من 361 إصدارًا و300 مليون نسخة حتى عام 2019. ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة
وعن امنيته قالولفت إلى أنه يتمنى الحصول على الجنسية السعودية وقضاء ما تبقى من عمره في المدينة المنورة ويدفن فيها، مشيراً إلى أنه عُرضت عليه الجنسية من عدة دول ورفض، ولا يرغب بغير الجنسية السعودية وأن يجتمع مع أبنائه فيها، حيث غادروا جميعاً بسبب رسوم المرافقين
من منبر صحيفه الساحات العربيه اناشد خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بشمول عطفه وإحسانه وكرمه بمنح الجنسية السعودية لعميد خطاطي المصحف الشريف في العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عثمان طه، وهو ممن شرفه الله سبحانه وتعالى بخط المصحف لنصف قرن