أخر الأخبار

عقد مؤتمره الصحفي الأول في العاصمة الرياض السفير الصيني لدى السعودية ” تشانغ هوا ” : الصين هي أكبر شريك تجاري للمملكة

رشاد اسكندراني

عقد السفير الصيني لدى السعودية ” تشانغ هوا ” مؤتمراً صحافياً ، اليوم الأحد ، في العاصمة الرياض ، أشار من خلاله إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري للمملكة، كما أن المملكة هي أكبر شريك للصين في المنطقة، قائلا “أن حجم التجارة بين الصين والسعودية يتخطى 100 مليار دولار لعامين متتاليين، أي يتجاوز 55% من إجمالي التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعد السعودية بوابة مفضلة للشركات الصينية لدخول السوق الخليجي”.

وأضاف “تشانغ هوا ” :” تتمتع الصين والمملكة العربية السعودية بالشراكة الاستراتيجية الشاملة. ففي السياسة، تبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. إن الصين ترى السعودية كقوة هامة في عالم متعدد الأقطاب، وتضع تنمية العلاقات مع المملكة العربية السعودية كأولوية في سياستها الخارجية الشاملة، وخاصة ضمن دبلوماسيتها في الشرق الأوسط. إضافة، تنتهج الصين والمملكة سياسة خارجية مستقلّة. وتدعو الدولتين إلى الحفاظ على النظام الدولي القائم على “ميثاق الأمم المتحدة” والقانون الدولي.

وتابع :” في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من المنصات الدولية والقضايا الساخنة الدولية والإقليمية، تحافظ الصين والسعودية منذ فترة طويلة على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق، وعملنا معًا على تعزيز السلام والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية والازدهار ، وفي السنوات الأخيرة، تحت اهتمام وقيادة قادة البلدين المشتركين، دخلت تنمية العلاقات الثنائية “مسار السرعة”، حيث تتواصل المواءمة بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة الحزام والطريق الصينية باستمرار.

السياحة والتعليم

وزاد سفير الصين لدى السعودية :” تعتبر السياحة والتعليم نُقطة مضِيئَة جديدة في التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والمملكة ، ففي مجال التعليم، خلال زيارة صاحب السمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للصين عام 2019، أعلن عن إدراج اللغة الصينية في النظام التربوي التعليمي السعودي. وفي عام 2022، خلال زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ الى المملكة، تم توقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون التعليمي في مجال اللغة الصينية بين وزارة التربية والتعليم الصينية ووزارة التعليم السعودية ، كما تم إطلاق تخصصات اللغة الصينية في أربع جامعات سعودية في الوقت الراهن، وتدشين وتشغيل معهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان. قبل بضعة أيام، حضرت نهائيات الدورة الثانية والعشرين لمسابقة “جسر اللغة الصينية” لقياس كفاءة اللغة الصينية، حيث تواصلتُ مع الطلاب السعوديين الذين يعشقون الثقافة الصينية.

وأكد أنه في مجال السياحة، وقّعت الصين والسعودية مذكرة التفاهم في سبتمبر من عام 2023 ومن خلالها تصبح المملكة رسميًا وجهة رئيسية للرحلات الجماعية الصينية. كما أطلقت الخطوط الجوية السعودية رحلات مباشرة بين جدة والرياض وبيجينغ العام الماضي، وفتحت مؤخرا الثلاث شركات الطيران الصينية رحلات جوية مباشرة جديدة بين البلدين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد السياح الصينيين الملحوظة إلى المملكة. وفي عام 2023، قام أكثر من 30 ألف مواطن سعودي بزيارة الصين، كما أتى مئات الآلاف من المواطنين الصينيين إلى المملكة للسياحة وممارسة التجارة في نفس الفترة.

واستطرد :” سبق لي أن زرت السعودية عدة مرات للعمل، لكن هذه المرة لاحظت بوضوح تغييرات غير مسبوقة في السعودية. منذ طرح صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان رؤية 2030 عام 2016، تسارعت السعودية في تعزيز التنويع الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، أصبح المجتمع أكثر حيوية وانفتاحا وشمولا ، وفي عام 2023، تجاوزت نسبة مساهمة الاقتصاد غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي 50% لأول مرة، وهو إنجاز تاريخي يستحق الثناء.

وتتمتع الصين والمملكة بإستراتيجيات متطابقة ومفاهيم متشابهة ومزايا متكاملة في التنمية، مما يجعلهما شريكين طبيعيين. وأثق بأنه في ظل القيادة الحكيمة والدفع المشترك لقادة البلدين، سيشهد تطور العلاقات بين الصين والسعودية آفاقًا أوسع وأكثر إشراقًا، وسيحقق التعاون العملي في مختلف المجالات نتائج أكثر ثراءً.

منتدى التعاون الصيني العربي

ستعقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بيجينغ يوم 30 مايو ” الجاري” ، يعد تأسيس المنتدى قرارا استراتيجيا اتخذتها الصين والدول العربية انطلاقا من التطور الطويل الأمد للعلاقات الصينية العربية. في عام 2004، أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك عن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وانعقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للمنتدى في مقر جامعة الدول العربية، ويكون هدفه تعزيز الحوار والتعاون بين الصين والدول العربية وتدعيم السلام والتنمية.

على مدى 20 عاما مضت، تم تنفيذ أكثر من 200 مشروع ضخم بالإجمال في إطار التعاون الصيني العربي لبناء “الحزام والطريق”، حيث استفاد حوالي ملياري نسمة للجانبين من نتائج التعاون. قد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية. ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398.1 مليار دولار أمريكي في عام 2023، أي بزيادة 10 أضعاف. وأصبحت 6 دول عربية شركاء الحوار لمنظمة شانغهاي للتعاون، وكذلك انضمت 13 دولة عربية إلى “مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية”، بما فيها المملكة العربية السعودية.

القمة الصينية العربية الأولى

في ديسمبر عام 2022، انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في الرياض السعودية بنجاح، بحضور الرئيس شي جينبينغ وقادة الدول العربية، حيث اتفقوا بالإجماع على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. طرح الرئيس شي جينبينغ في القمة”الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي التي تغطي مجالات عديدة مثل تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار. إن القمة الصينية العربية الأولى ضخت قوة دافعة كبيرة لتطور العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدى في المرحلة الجديدة.

وستعقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي قريبا، إن الجانب الصيني على استعداد للعمل سويا مع الجانب العربي على مواصلة تكريس روح الصداقة الصينية العربية وإثراء وتعميق معادلة التعاون الصيني العربي الشاملة الأبعاد والمتعددة المستويات والواسعة المجالات، مما يساهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك على مستوى أعلى.

زر الذهاب إلى الأعلى