أخر الأخبار

سعودية التراث تقف على أطلال آجا وسلمى وتتجول مابين فيد الأثرية درب زبيدة وجبة التي احتضنت العصر الثمودي

تغطية إعلاميات الصحيفة

ندى البليهي – مها الرميح – مها الشمري –  مضاوي الشايقي

معشوقتي .. معشوقتي
حاضر وماضي بالشمال
يبقى على صدر الثرى
ذكرى سقت عطش الرمال
من العاصمة الرياض شدت رحالها سعودية التراث على متن قطار سار في يوم الاثنين الموافق 28 من شهر شعبان لعام 1439هـ ، مكونةً أعضاءها من القروب النسائي الإعلامي والمميز ، الأستاذة مها الرميح ، والأستاذة مضاوي الشايقي، والأستاذة مها الشمري ، والأستاذة ندى البليهي . وذلك لتلبية الدعوة من مدينة فيد التاريخية والأثرية الواقعة في الجنوب الشرقي من العاصمة الإدارية والإقليمية ( حائل ) .
حيث كان في استقبالهم مشكوراً الأستاذ بدر المثيب عضو لجنة التنمية السياحية وعضو اللجنة الثقافية ورئيس اللجنة الإعلامية في مدينة فيد التاريخية والأثرية ومن مقر الإقامة كانت أساهيم للوحدات السكنية للأستاذ حسين القويعي لهن فيها مقام لما لقوه من حفاوةٍ وكرم بالإضافة إلى كوفي النورس فلهم كل الشكر والتقدير.


سبب تسمية حائل :
فعندما نقف على كلمة حائل وسبب تسميتها تفضل بالإجابة مشكوراً رفيق الرحلة الأستاذ والمرشد السياحي فريح الشمري بأن سبب التسمية تعود بنا إلى ماقبل الإسلام ( القرية ) كانت تقع شرق وادي الإديرع قرب جبل السمراء الذي يقع حالياً في الجزء الشرقي من مدينة حائل كأحد معالمها السياحية ، لكن بعد ما بدأت المدينة في الاتساع باتجاه الغرب متجاوزه الوادي أصبحت على الجزء الواقع غرب وادي الإديرع فاسم ( حائل ) لكون الوادي أصبح حائلاً بين شطري المدينة إلى يومنا هذا .

جبلي آجا وسلمى :
آجا وسلمى جيتها .. وحايل بها هنيتها
أرض بها حاتم ربا .. أرض الكرم سميتها
ولا ننسى جبل آجا الذي يحد مدينة حائل من جهة الغرب وعلى بعد عشر كيلو مترات غرباً عن وادي الإديرع ومن جهة الشرق يحدها جبل سلمى . كما أن لهذه العروس عدة ألقاب من أبرزها بلاد الجبلين ، جبل طي ، جبل شمر على اسم القبيلة التي نشأت وتوارثت ما بين هذين الجبلين .
جبل السمراء :
سعودية التراث كانت شاهدة على هذه الأطلال حيث زارت جبل السمراء الذي يقع شرق مدينة حائل ويروى أن حاتم الطائي كان يشعل ناراً على رأس ذلك الجبل المعروف باسم ( الموقدة ) ليستدل على منازله المسافرون وعابروا الطريق في تلك الحقبة من الزمن .
كما استخدم هذا الجبل لأغراض عسكرية في عهد دولة آل رشيد التي كانت عروس الشمال عاصمتها ، إذ كان يطل على السهول الشرقية لها حتى هضبة نجد .
وكما كان هذا الجبل منارة الكرم في زمن حاتم الطائي ، الآن هو منارةً للمتنزهين والمصطافين سواءً من أهل سكان حائل أو من خارجها حيث توجد بحيرات ومسطحات خضراء ويحظى بالزوار على مدار الساعة .


مقصورة القنون :
وما بين جذوع النخيل الباسقات هناك بناء عتيق من الطين ، مقصورة قنون تقف راسخة عبر السنين ، في تحفة معمارية على ضفاف جبال آجا في بلدة العقدة بعروس الشمال .
تجولت سعودية التراث في ممراتها ومداخلها وغرفها وعلى اعتابها كان في استقبالهم مشكوراً الأستاذ عبد الله دحيم القنون الذي سرد قصة المقصورة وملاحم الكرم لأجيال تعاقبت على بناءها منذ عام 1150 للهجرة . حيث كان مؤسسها سلامه زيدان عبد الله سلامة المحيسن الربيعي العبدي الشمري حيث ظلت تحتضنها الجبال من جميع الجهات ثلاثة قرون وشهدت ثلاث مراحل من الترميم من عام 1296 وعام 1362 وعام 1433 وتم الانتهاء من الترميم في عام 1437 .
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول هو الضيافة يوجد به مجلس وغرفتين في الجزء العلوي ، أما القسم الثاني يعرف باسم ( مكيده ) يتكون من ثلاثة أدوار بالإضافة إلى غرفتين لتخزين التمر عبارة عن جصص ويعتبر هذا القسم مسكن لأبناء العائلة ، أما القسم الثالث هو مخصص للمتزوجين حديثاً . وخارج المقصورة يوجد عين قديمة نضب منها الماء بالإضافة إلى المطابخ لم يتبقى منها سوى رائحة الجود والكرم وجامع في عهد الإمام تركي قد أعيد ترميمه وبناؤه .

متحف لقيت للماضي أثر :
لقيت للماضي أثر .. الجوف به مسجد عمر
ولسعودية التراث نصيب من هذا الشطر عند زيارتها لمتحف لقيت للماضي أثر لصاحبه خالد المطرود مع المرشد السياحي المميز فريح الشمري والأستاذ الفاضل بدر المثيب ، والذي يقع جنوب قلعة ( عيرف ) التاريخية ، حيث يملك العديد من القطع التراثية النادرة البالغ عددها قرابة الالفين قطعة . وهو عبارة عن بيت طيني يقدر عمره أكثر من مائة سنة . ويتكون من أكثر من عشرة غرف ومجلسين للضيافة وساحة كبيرة في منتصف البيت ، كما زار المتحف عدد كبير من السفراء والمهتمين الذين أبدوا إعجابهم بهذا الكم الهائل من القطع .
مدينة فيد التاريخية والأثرية :

وعلى بعد نحو 120كيلو مترات تقع مدينة فيد التاريخية والأثرية والتي اتجهت إليها سعودية التراث لتلبية دعوتها وكلها فخرٌ وشوق لرؤية ما عنوه التاريخ عليها تحت إشراف من الأستاذين الرائعين بدر المثيب والمرشد السياحي فرح الشمري.
فيد مخزون أثري كبير نظراً لما تحتويه من آثار كثيرة من أبرزها قصر خراش الأثري والمدينة السكنية والبرك والآبار والقنوات المائية وتتركز الآثار الباقية لبلدة فيد شمال المدينة الحديثة ، حيث تحمل مشاهد عصور تاريخية قديمة منذ العصر العباسي . وكانت تعتبر ثالث أهم مدينة بعد بغداد ومكة حيث أنها تعد منتصف الطريق بين مكة وبغداد على طريق الحج القديم وهو ما يعرف بدرب زبيدة ، مما أسهم في ازدهارها لمرور الحجيج بها والتزود والتبضع منها بما يحتاجون إليه .
فيد تعود إلى العصر ما قبل الإسلام وكانت من المدن التي تضاهي الكوفة والبصرة في ذلك الوقت إذ كانت تسمى بـ (عاصمة الطريق ) نظراً لكثرة ارتياد الحجاج إليها ، كما توجد بها نقوش وأثار مغمورة تحت التراب بفعل عوامل الزمن ، من أهم معالمها ( قصر خراش ) هذا ما يطلقه العامة على الحصن وهو أكبر قصر على طريق الحج ابتداءً من العراق مروراً ببغداد إلى مكة .
يتكون الحصن من سورين أحدهما خارجي يتكون من أبراج للمراقبة وروعي عند انشائه الحرص على اشتماله بدواعي دفاعية وأمنية ، وفي الوسط تقع قلعة الحصن بالإضافة إلى أثار مسجد كبير يعود للفترة الإسلامية وأساسات لمباني بعضها يشكل وحدات معمارية متكاملة بالإضافة إلى البركة الثمانية الأضلاع في آخرها .
لم تقف سعودية التراث في مدينة فيد على أطلال قصر خراش فحسب ، وإنما تجولت على ضواحي منتزه البحيرة وكذلك منتزه الزعفران اللذان يعتبران المتنفس لأهالي فيد الين لم يتجاوز عددهم 3000 نسمة .
المنتزهان ينتظران الكثير من البلدية والمستثمرين الجادين لإبرازهما على أكمل وجه في فيد لما لها من أهمية تاريخية عريقة إلى الجانب السياحي النشط فيها .
ومن سلسلة الطيب والكرم نوجهت عضوات سعودية التراث برفقة الأستاذ بدر المثيب والأستاذ فريح الشمري المرشد السياحي لتلبية دعوة الأستاذ فهد ناصر المثيب في منزله فكل الشكر والتقدير له ولزوجته وبناته وأحفاده .

جبة :

هذه البقعة الخضراء الجميلة لها عظيم الأثر لدى سعودية التراث إذ التقيت بالأستاذ ممدوح الشمري الذي له باع طويل في قراءة النقوش الثمودية التي تكتنزها جبال أم سمنان ، والأستاذ عيد العلي الإعلامي الأول بجبة والمشرف على سناب جبه وأخبارها وصداها , والأستاذ فارس الطليحان الموظف المسؤول بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، وحميان غربي مراقب آثار بجبة .
جبه إحدى محافظات حائل تقع وسط صحراء النفوذ الكبير في الاتجاه الشمالي الغربي على بعد 153كيلو من عروس الشمال حائل ، كما أنها تقع على طريق القوافل القديم الذي يربط بين شرق البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد وتعتبر من أهم المواقع الأثرية لقدم نقوشها وتشتهر بالزراعة لوفرة المياه فيها .
أم سمنان :
تعود النقوش الأثرية المنتشرة في جبل أم سمنان إلى ثلا ث فترات زمنية مختلفة ، والمنطقة عبارة عن أرض لبحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفوذ الكبير ومن الغرب والجنوب جبال رسوبية تتمثل في جبال أم سمنان ، وغوطا ، وشويحط ، وعنيزه . كما طلبت الهيئة العامة للسياحة والأثار تسجيل الموقع الخاص بالرسوم الصخرية في جبة وشويمس بمنطقة حائل في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو . وفي عام 2015 م تم تسجيل الفن الصخري في منطقة حائل وبالتحديد جبة من قبل منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي .
أم سنمان هذا الجبل الذي أذهل الزوار كما أذهل سعودية التراث بتلك النقوش التي تزينه في كل مكان من العصر الحجري وبعضها ثمودية وبعضها لرسومات حيوانات مختلفة ورسوم آدمية وهي تبين بعض من طرق نظم الحياة اليومية التي كان يطبقها ويحيا بها الإنسان في تلك العصور ، كما وضحها الأستاذ ممدوح الشمري فالنمط المبكر للحفر والنقش يعود تاريخها للألف السابع قبل الميلاد ، بالإضافة إلى العصر الثمودي الذي استأنس الجمال والمحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب .
هذا المكان الأثري الجميل فيه ثمانية أبواب للأسف جميعها مؤصده ماعدا واحدةً استطاع من خلالها الطاقم الدخول لرؤية هذه الكنوز ، وأهالي جبة إذ يناشدون المسؤولين تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التعاون معهم لرؤية أجيالهم هذه الآثار الجميلة وتوظيفها لفتح آفاق وفرص للجذب السياحي الداخلي بجانب سياحة الوافدين الأجانب عليها .
متحف عيادة :

توجه الطاقم بعد أم سمنان إلى متحف عيادة ، وكان في استقبالهم مشكورين صاحب المتحف عيد محمد العيادة والمشرف على الزيارة فهد محمد العيادة وأحمد محمد العيادة ونهار محمد العيادة وعياده محمد العيادة ومحمد عيد العيادة وعبد العزيز العيادة وفيصل فهد العيادة .
يحتوي هذا المتحف الجميل والبسيط على مجلس شتوي وصيفي والماقد والدار والمخزن والمرقد والجامع ، كما يوجد جانب جميل من حياة البادية القديمة جسدها هذا المتحف . بالإضافة إلى الوقوف على السواني وكيفية عملها والبير التي تجلب منه المياه . بالإضافة إلى أبواب قديمة قام الأستاذ ممدوح الشمري مشكوراً بشرح الهندسة المصممة فيها .
متحف النايف :

بعد ذلك انطلق الطاقم إلى متحف النايف بعد التدوين في سجل الزيارات لمتحف عيادة وشكرهم على الحفاوة والاستقبال . وهو من أشهر المتاحف في حائل وبالتحديد في جبه لصاحبه سعود بن نايف الشمري ، كان دار الضيافة وقصر الإمارة ومكان التعليم ، ومن أشهر زواره الليدي آن بلنت ، وهو عبارة عن دور أرضي واسع مقسم إلى سبعة أجزاء مختلفة المساحات ، يضم ما يقارب الألفين ومئتان قطعة منها الملابس والحلي وأدوات الزينة النسائية وأدوات الخياطة والأسلحة والمصنوعات الجلدية ، بالإضافة إلى أول يئر حفر في جبه ( الحمالي ) وسبب تسميته بذلك لكثرة الأحمال الكثيرة عليه من الإبل . ومن مقتنياته الفريدة أول سيارة دخلت جبة .
بعد ذلك عاد فريق سعودية التراث برفقة الأستاذ بدر المثيب والأستاذ فريح الشمري إلى حائل بعد شكرهم لطاقم جبه الإعلامي والسياحي على ما قدموه من معلومات قيمة ووقت وجهد .
قصر برزان :


ولبرزان نصيب للتبضع ، عندما ذهب قروب سعودية التراث للتسوق منه ، هذا القصر الذي قطنه عائلة آل علي ومن بعدهم عائلة آل رشيد سمي بهذا الاسم لبروزه عن المباني في ذلك الوقت .
أما الآن منطقة القصر عبارة عن محلات تجارية لم يتبقى من القصر سوى برجين كانا يحيطان به ، بني القصر عام 1808 م عن طريق المير محمد بن عبد المحسن آل علي ثاني حكام أسرة آل علي في حائل .
يتكون القصر من ثلاث طوابق الطابق الرضي عبارة عن مجالس وصالونات استقبال ومطابخ ، والطابق الثاني غرف ضيوف الدولة ، أما الطابق الثالث تسكن فيه السرة الحاكمة .
كما يوجد بجانبه سوق النساء الشعبي يباع فيه المنتوجات من ألبسة تراثية ومأكولات شعبية وسمن وخبز وكماليات تفضلها كبيرات السن ، والبهارات المختلفة . هذا السوق الجميل يحظى بشعبية كبيرة في حائل إذ يجدن السعوديات حظهن في التجارة منذ قديم الزمان .
قصر القشلة :


لعهد الملك عبد العزيز رحمه الله بصمة خلدها في قصر القشلة ، الذيي هو آخر محطات سعودية التراث في زيارتها لحائل ، هذا القصر شيد عام 1360 هـ – 1940 م واستغرق في بناءه قرابة السنة والنصف أضيف له مسجد ومبنى سجن وبعض الإضافات التي انتهت عام 1362 هـ .
تعود كلمة ( القشلة ) إلى كلمة تركية ( قشيلة ) والتي تعني المعسكر الشتوي ، واستخدم العثمانيون الكلمة للإشارة إلى قلاع الجنود ومكان إقامتهم .
لم تحظى سعودية التراث للأسف بدخوله ولكن من خلال أسوار القصر فإنها تعطي إيحاءً بإن القصر مستطيل الشكل وأيضاً من خلال التحري والبحث ، يتضح أن القصر مبني من الطين ومكون من دورين ، الدور الأرضي يحتوي على 83 غرفة بالإضافة إلى القبب ، أما الدور العلوي فيحتوي على 59 غرفة ، بالإضافة إلى مباني خدمات أخرى وجميع هذه الغرف تطل على ساحة القصر ، وفي زواياه أربعة أبراج مربعة الشكل ، وفي منتصف الأسوار أيضاً أربعة أبراج تسمى بـ ( الأبراج الساندة ) ، القصر مبني على أسلوب المدرسة النجدية ولكن زخارفه الجصية يغلب عليها سمة العمارة التقليدية في حائل . وفي بعض الزخارف شكل عليها عبارة ( يعيش مولانا الملك المعظم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ) كما استخدم هذا القصر منذ انشاءه حتى سنة 1375 هـ مقر للحامية العسكرية حتى سنة 1395 هـ ، بعدها استلمته الشرطة ثم سلمته لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف ، وحول إلى مركز ثقافي في عيد الفطر سنة 1427 هـ 2006 م قام أمير منطقة حائل المير سعود بن عبد المحسن بافتتاح القصر للزوار .
والذكر في حائل لا يتوقف إلى هذا الحد ، فبإذن الله هناك زيارات أخرى لسعودية التراث عروس الشمال مرةً أخرى ، لكشف المزيد والمزيد مما خلده التاريخ لهذه الأرض الطيبة المباركة المملكة العربية السعودية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى